الرباط - المغرب اليوم
يجتاز مهاجرون مغاربة عالقون في الحدود التركية اليونانية؛ أيامًا عصيبة فإلى اليوم، يظل مصيرهم مجهولا أمام تقاذفهم من قبل سلطات البلدين، ما يجعلهم عرضة لعصابات الاتجار بالبشر المنتشرة على طول الشريط الحدودي بين البلدين، وللاعتداءات التي وثقتها الكاميرات أثناء محاولتهم دخول الأراضي اليونانية.
وحاولت الحركة الحقوقية على امتداد الأيام القليلة الماضية، لفت انتباه الأجهزة الحكومية الوصية إلى ضرورة التدخل من أجل إنقاذ المغاربة المعرضين لمختلف أنواع الأخطار؛ فقد بعث المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الإنسان مراسلة إلى كل من وزير الداخلية، ووزير الخارجية، ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان.
ونقلت وسائل الإعلام الدولية مقاطع فيديو لمغاربة على الحدود مجردين من الملابس، في أجواء صقيع بارد، يطلبون النجدة من الجميع لكن دون مغيث إلى حدود اللحظة، حيث ما يزال غالبيتهم عالقين ويتعرضون لممارسات حاطة من الكرامة بشكل شبه يومي.
وبالنسبة إلى عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، فـ"المئات من الشباب من جنسيات عربية مختلفة، لكن معظمهم مغاربة، عالقون في تلك المناطق، حيث تعتبرهم السلطات اليونانية لاجئين اقتصاديين، وقد سبق لها منذ أكثر من أربع سنوات أن باشرت عملية ترحيلهم إلى تركيا".
وقال الخضري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "تدفق المهاجرين السريين ظل مستمرا بنسب قليلة نسبيا إلى أن تفاقم الوضع مع فتح تركيا حدودها مع اليونان، ليتدفق عشرات الآلاف من المواطنين السوريين، فالوضع مأساوي للغاية، وعدد من المهاجرين السرييين المغاربة تعرضوا بالفعل لمعاملة قاسية ومهينة، ترقى في بعضها إلى التعذيب، حيث أجبروا على العودة إلى تركيا عراة".
وأضاف المتحدث أن "ما يتعرض له هؤلاء هو نتيجة اندفاعهم نحو الحدود بحثا عن سبيل للعبور نحو ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية، ليجدوا أنفسهم ضحية تصفية حسابات سياسية بين تركيا وقادة الاتحاد الأوروبي"، وأعرب الخضري عن أسفه "لكونهم يدفعون الثمن غاليا، على إيقاع وضع متوتر من الناحية العسكرية في سوريا، ووضع متوتر من الناحية الأمنية والسياسية بين البلدين تركيا واليونان".
وطالب رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان "الخارجية المغربية وباقي المؤسسات المغربية الرسمية، المعنية بوضعية المواطنين المغاربة خارج الحدود، بتقفي أثر هؤلاء الشباب، عبر التنسيق مع نظيراتها التركية واليونانية، وإرجاعهم إلى بلدهم آمنين، فهم في المحصلة مواطنون مغاربة دفعت بهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية إلى ركوب مغامرات محفوفة بكل المخاطر التي يمكن تصورها، ولا ينبغي تركهم لمصيرهم الذي يبقى مجهولا ومفتوحا على كل الاحتمالات المأساوية".
قد يهمك ايضا