الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
العاهل المغربي الملك محمد السادس

الرباط - كمال العلمي

سلط الخطاب الملكي الأخير بخصوص قضية الصحراء المغربية الضوء على مواقف العديد من البلدان المجاورة بخصوص النزاع؛ بينها موريتانيا التي تبنت “الحياد الإيجابي” منذ سنوات، سعياً منها إلى عدم الاصطفاف مع أي محور إقليمي.وبالنظر إلى السياقات الجيو-استراتيجية، يرى بعض الخبراء أن موريتانيا ليست معنية بمضامين الخطاب الملكي على المدى القريب على الأقل، اعتباراً للتقارب السياسي الأخير بين الرباط ونواكشوط، والتقدم الحاصل في الموقف الموريتاني من الملف.وبالعودة إلى موقف “بلاد شنقيط” من قضية الصحراء المغربية فقد ارتبطت نواكشوط في البداية بالحركة الانفصالية، ثم ابتعدت قليلا عن الرؤية الجزائرية في تدبير النزاع، قبل أن تتبنى ما وصفته بـ”الحياد الإيجابي” لمسايرة قرارات الأمم المتحدة، وهو ما يعد مكسباً للرباط بالنظر إلى المواقف السابقة.

إكراهات داخلية
عبد الفتاح الفاتحي، الخبير القانوني في قضية الصحراء المغربية، قال إن “مضمون الخطاب الملكي يحاصر أصحاب المواقف الرمادية بشأن ملف الصحراء، لاسيما أن المغرب في حاجة إلى مواقف مؤيدة بكل وضوح، قبل توقع أي أفق تعاوني مع هذه الدول”.وأضاف الفاتحي، في تصريح ، أن “موقف هذه الدول سيكون صعبا بالنظر إلى الوزن المغربي في العلاقات الدولية، وحجم التحالف الدولي الداعم لمقاربة الحكم، وبالتالي من شأن ذلك أن يؤثر سلبا على مستوى الاستفادة من الفرص التي يوفرها المغرب لصالح شركائه الدوليين”.وواصل المتحدث بأنه “لم يبق أي مبرر تتحجج به الدول، لأن الدول الديمقراطية تؤمن بأن الحكم الذاتي يتلاءم تماما مع الأحكام الأممية”، وزاد: “إن تسريع مسلسل التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري مع موريتانيا يفرض عليها توضيح موقفها من نزاع الصحراء”.وخلص الفاتحي إلى أن “الموريتانيين سيقيمون هذه التطورات وفقا لإكراهاتهم؛ ولذلك يتوقع أن يحتاج الأمر إلى بعض الوقت قبل الخروج من دائرة الالتباس، وتقدير مصالحهم الإستراتيجية مع المغرب من منطق رابح رابح”.

سياقات إستراتيجية
زهير لعميم، باحث في القانون العام والعلوم السياسية، أفاد بأن “السياقات الجيو-استراتيجية التي تمر منها المنطقة تفرض على موريتانيا التحرك لتغيير موقفها من النزاع”، مؤكدا أن “موقف الحياد الإيجابي لموريتانيا أملته سياقات سياسية معينة”.وأوضح لعميم، في حديث، أن “تلك السياقات مرتبطة ببحث موريتانيا وقتئذ عن مصادر الطاقة والنفط، ما جعلها ترضخ لضغوطات الجزائر، لكن زخم الاستثمار المغربي بصحرائه، وكذا بمنطقة الساحل والصحراء، سيجعلها تعيد النظر في مواقفها”.

وأشار الخبير عينه إلى أن “الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، إلى جانب مسايرة أغلب البلدان الإفريقية لهذا التوجه، سيدفع موريتانيا إلى إعادة التفكير في مصالحها بالمنطقة، لاسيما أن الصحراء المغربية أصبحت حبلى بالفرص الاستثمارية”.واستطرد المتحدث بأن “موقف موريتانيا من قضية الصحراء قد لا يكون آنيا، لكن سيتغير على المدى المتوسط، خاصة في ظل التقارب السياسي والأمني بين نواكشوط والرباط بعد تأمين معبر الكركرات، وقيام الجيش الموريتاني بتشديد المراقبة على الحدود المشتركة لمنع تحرك الحركات الانفصالية”.

تأييد إيجابي
وبالنسبة إلى أحمد صلحي، الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الإفريقية، فإن “موريتانيا لا تشكل استثناء في الخطاب الملكي الذي كان واضحا إزاء شركائه التقليديين والجدد، إذ جعل قضية الصحراء هي المحدد الرئيس لفعالية الشراكات، حتى تخرج الدول الشريكة من المنطقة الرمادية، وتدعم مقترح الحكم الذاتي”.وذكر صلحي، في حديث، أنه “ينبغي قراءة موقف الحياد الإيجابي من الزاوية التاريخية، على اعتبار أن مسألة الجوار هي التي دفعت نواكشوط إلى تبنيه، بالموازاة مع العلاقات المجتمعية التي تربط سكان المنطقة، فضلا عن الوضع الجيو-سياسي الذي جعل موريتانيا ضعيفة بالمنطقة”.

وأردف المتحدث بأن “الجزائر ضغطت على موريتانيا لاتخاذ مواقف معاكسة للمغرب في ظل التحديات الأمنية المطروحة عليها، لكنها بدأت تتحرر من قبضتها بشكل نسبي في الفترة الأخيرة، والدليل على ذلك هو حادثة إحراق الشاحنات التي نفت فيها نواكشوط ادعاءات قصر المرادية بشأن استهداف الموريتانيين”.ويرى الباحث عينه أن “الحياد الإيجابي تعبير بشكل أو بآخر عن عدم معارضة الحل المغربي للنزاع، إذ تساير من خلاله نواكشوط توجهات الأمم المتحدة بخصوص القضية، وتؤيد بذلك الرؤية المغربية دون إعلان ذلك بشكل رسمي”، خاتما بأن “المغرب لن يطالب موريتانيا بتغيير موقفها على المديين القريب والمتوسط على الأقل، لأنه سيتجه أكثر نحو الشركاء الأوروبيين الذين يستغلون موقف عدم الوضوح لقضاء مصالحهم الذاتية”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

موريتانيا تُبرر موقفها من الصحراء المغربية بعد الخطاب الملك محمد السادس

الملك محمد السادس يُنهي "سياسية اللعب على الحبلين" في قضية الصحراء المغربية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مجلس الشيوخ الأميركي يمرّر مشروع التمويل المؤقت للحكومة ويتجنب…
إغلاق مطار قازان في روسيا وأوكرانيا تعلن إسقاط عشرات…
هجوم على سوق الميلاد في ألمانيا يحصد عشرات القتلى…
الملك محمد السادس يُوجه رسالة إلى المشاركين في المنـاظرة…
تجددت الاشتباكات بين القوى الأمنية الفلسطينية ومسلحين من كتيبة…

اخر الاخبار

حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…
وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة

هوكشتاين متفائل باتفاق قريب في لبنان وميقاتي يدعو للضغط…
الأمم المتحدة تحذّر من تصاعد العنف في السودان واتهامات…
الانفجارات تهزّ كييف ورفع حالة التأهب الجوي في أوكرانيا…
القوات الأميركية تنفذ غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية في…
ترمب يعلن تشكيل إدارته الجديدة ويختار ماسك للكفاءة الحكومية…