الدار البيضاء - جميلة عمر
أصدرت اللجنة الوطنية للتأديب والتحكيم، التابعة لحزب الاستقلال، مساء أمس الخميس، قرارها بوقف كل من ياسمينة بادو، وكريم غلاب، وتوفيق حجيرة عن ممارسة مهامهم، وأنشطتهم الحزبية محليًا، ووطنيًا لمدة ثمانية عشر شهرًا، على خلفية تصريحات أدلوا بها ضد حميد شباط، الأمين العام للحزب، عقب تصريحاته إزاء موريتانيا.
ووفق بلاغ اللجنة الوطنية للتأديب والتحكيم ، تمت مؤاخذة كل من توفيق احجيرة و ياسمينة بادو وكريم غلاب بارتكابهم مخالفة قوانين الحزب والإضرار بمصالحه، وبالتالي تصدر قرارها بالتوقيف من ممارسة مهامهم وأنشطتهم الحزبية محليًا ووطنيًا لمدة ثمانية عشر شهرًا
وكانت اللجنة حسب البلاغ ، عقدت ست جلسات للنظر في موضوع المخالفة المعروضة عليها في قرار الإحالة المتعلقة بالسيد أحمد توفيق احجيرة، والسيدة ياسمينة بادو، والسيد كريم غلاب، أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، كما تم بعد الإطلاع على وثائق ملفات الإحالة وتبادل وجهات النظر بشأنها استدعائهم للاستماع إليهم طبقًا لمقتضيات المادة 110 من النظام الداخلي التي تنص على "تجتمع اللجنة الوطنية للتحكيم والتأديب وجوبًا بعد إحالة كل مخالفة عليها، ولا يجوز لها إصدار أي حكم إلا بعد تمكين المتابع من الدفاع عن نفسه، وتتراوح عقوبات التأديب بين التنبيه والإنذار والتوبيخ والتوقيف والطرد".لكن السيدين حجيرة وغلاب تخلفا عن الحضور في كل الجلسات أمام اللجنة رغم توصلهما باستدعاء الحضور، واكتفيا ببعث رسالتين في الموضوع، إذ اعتبر السيد أحمد توفيق احجيرة في رسالته أن : "النازلة أضحت من دون موضوع وقابلة للبث فيها بطريقة نهائية"، كما أكد السيد كريم غلاب في رسالته: "أن هذه النازلة صارت، في اعتقادي، غير ذي موضوع، لذا أرجو منكم، السيد الرئيس، أن تبتوا بطريقة نهائية في هذه الإحالة وأن تعلنوا تحكيمكم
في حين استمعت اللجنة للسيدة ياسمينة بادو، التي بسطت باستفاضة دفوعاتها بخصوص موضوع المخالفة، وحرصًا من اللجنة على احترام حقوق الدفاع، قررت، بعد التداول، إعادة استدعاء السيدين أحمد توفيق احجيرة، وكريم غلاب، للجلسة الرابعة للاستماع إليهما ،وحيث تخلفا من جديد رغم توصلهما بالاستدعاء، واكتفى السيد أحمد توفيق احجيرة ببعث مذكرة يسرد فيها كرونولوجيا تتعلق بالمخالفة المنسوبة إليه، والسياق العام لتصريحاته السابقة وخلال جلسة أمس الخميس تقرر بعد تأكد اللجنة على أن المخالفة ثابتة في حق المعنيين بالأمر طبقًا لقوانين الحزب، وبخاصة الفصل 73 من النظام الأساسي والمادة 108 من النظام الداخلي، و أصدرت قرارها بتوقيف مهامهم الحزبية لــ 18 شهرًا.
ومن جهة أخرى اعتبر أحد اعضاء لجنة التأديب والتحكيم البارزين، أن هذا القرار يعتبر سابقة تاريخية في حق ثلاثة قياديين لحزب الاستقلال، وكانت تصريحات حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال بشأن موريتانيا، أثارت جدلًا واسعًا، وصل حد أزمة ديبلوماسية بين موريتانيا والمغرب، تطلبت تدخل الملك محمد السادس لنزع فتيلها، وكانت وزارة الخارجية المغربية أصدرت بلاغًا ناريًا ضد تصريحات شباط، إلا أن هذا الأخير ردّ عليها ببيان مضاد وقعه أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، إلا أن كريم غلاب، وتوفيق حجيرة، وياسمينة بادو ما فتئوا أن "انقلبوا" ضده، وخرجوا بتصريحات تحمله مسؤولية الأزمة بين المغرب وموريتانيا