الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
أكد المغرب في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أنه لن يدخر جهدًا، باعتباره عضوا فعالا في مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، في مساندة المساعي الرامية لتثبيت السلم في جنوب السودان، خلال اجتماع لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، عشية القمة العادية الـ31 للاتحاد الأفريقي.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، في كلمة خلال هذا الاجتماع، الذي ترأسه رئيس جمهورية سيراليون، جوليس مادا بيو، وحضرها العديد من رؤساء الدول والحكومات، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد ، إن "المملكة المغربية كعضو فعال في مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، لن تذخر جهدا في سبيل مساندة جميع المساعي الرامية لتثبيت السلم، بما يحقق مصلحة شعب جنوب السودان وتطلعاته نحو الاستقرار".
وأوضح أن "دولة جنوب السودان تمر من مرحلة حساسة، ربما تكون الفرصة الأخيرة، وهي تحتاج إلى متابعة دقيقة، ووضع كل الأطراف أمام مسِؤولياتها واتخاذ تدابير استباقية في حالة الإخلال بالالتزامات التي أخذتها الأطراف على عاتقها". وأضاف أن التوقيع يوم 29 يونيو/حزيران الماضي في الخرطوم، على اتفاق بين الأطراف الرئيسية للصراع في دولة جنوب السودان، يبعث على الأمل نظرا لما تضمنه من التزامات مهمة، مثمنا جهود ودور منظمة "الإيغاد"، ودور رئيس جمهورية السودان، عمر حسن البشير، الذي تم تحت إشرافه التوقيع على هذا الاتفاق.
وكشف بوريطة أن هذا التوقيع "يبعث على الحذر الكبير، حتى لا ينضم إلى المعاهدات الأخرى التي أدى عدم احترامها إلى تفاقم الوضع على أرض الواقع"، مبرزا أنه ومنذ توقيع اتفاق السلام بأديس أبابا في 2015، أسفر النزاع في جنوب السودان عن مقتل قرابة 10 آلاف فرد وتشريد حوالي 4.3 مليون شخص، أي حوالي ثلث السكان. وتابع أن التقارير الدولية تشير أيضا إلى ارتفاع خطير في معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، وكذا تفاقم الأمراض المتصلة بمخاطر الجوع، حيث إن هناك 7 ملايين شخص سيواجهون نقصا حادا في الغذاء خلال الأشهر المقبلة، إذا لم يتم القيام بتدخلات عاجلة من أجل إيجاد حل لوضعيتهم الإنسانية المؤلمة.
وعبر وزير الخارجية عن تثمين المغرب لدور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، على تقريره حول جنوب السودان، و"نحن نتقاسم تقييمه للوضع في هذا البلد الإفريقي"، معربا عن أمل المغرب في أن "جميع الأطراف ستضع هذه المرة مصلحة بلدها فوق كل اعتبار، وذلك من أجل استقراره، والعمل من أجل مصلحة شعب جنوب السودان"، مؤكدا دعم المملكة كذلك للمجهودات الحميدة للممثل الأعلى في الاتحاد الإفريقي لجنوب السودان، ألفا عمر كوناري، "الذي يبذل أدوارا مهمة من أجل تحقيق وبناء السلام وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق".