الرباط - رشيدة لملاحي
أصدر المجلس الأعلى للتربية والتعليم دراسة، تمثل عن خريطة ترصد التفاوتات في التعليم بين الأطفال المغاربة على مستوى الجهات والأقاليم والجماعات الترابية، لأول مرة في تاريخ المنظومة التعليمية المغربية، مع مقارنتها بمعطيات دولية.وأكدت الدراسة الجديدة، التي اعتمدت مؤشرين دوليين معتمدين في منظمات دولية، وهما سنوات الدراسة ومعدل حصول كل أفراد المجتمع على الحق في التعليم، أن المغرب يحتل المركز الـ136 من 175 دولة شملها مسح سنوات التعليم.
وأضافت الدراسة ذاتها أن نسبة تعليم المغاربة الذي يفوق عمرهم 15 سنة لا تتجاوز خمس سنوات وستة أشهر وأربعة أيام، أي أنهم لا يحصلون على شهادة التعليم الابتدائي، والتي تتطلب ست سنوات، في حين أن ثلاث أرباع دول العالم تتجاوز ست سنوات، والدول الـ15 الأولى تتجاوز 12 سنة، وهي النسبة التي فسرتها الدراسة باستمرار ارتفاع مستويات الأمية، رغم المجهودات المبذولة للقضاء عليها في العقد الأخير.
وشملت الدراسة مقارنة هي الأولى في تاريخ التعليم المغربي، بين واقع التعليم جهويًا وإقليميًا وجماعاتيًا من جهة، والوضع العالمي من جهة ثانية، حيث أوضح التقسيم أن جهة "العيون الساقية الحمراء" تحتل المرتبة الأولى وطنيًا في مؤشري المساواة في الحصول على التعليم وسنوات الدراسة، حيث تتجاوز النسبة الأولى 0.42 % والثانية 7.2%، وهما النسبتين اللتين تعطيان لهذه الجهة مرتبة مهمة عالميًا، وهي 134 و117 على التوالي. وتليها جهة الدارالبيضاء - سطات"، ثم جهة "الرباط سلا القنيطرة"، وجهة "كلميم واد نون".
وأشارت الدراسة الجديدة للمجلس الأعلى للتعليم إلى أن جهة "مراكش آسفي" هي الأضعف، إذ لا يتعدى معدل سنوات التعليم فيها 4.76 سنة، كما أن نسبة عدم المساواة فيها هي الأعلى وطنيًا، إذ تتجاوز 0.58%، مما يدل على أنها تعاني من غياب الإنصاف في الحصول على التعليم. وأضاف الدراسة أن نسبة سنوات التعليم تصل بين الجماعات المحتلة للرتب الأولى، والجماعات المحتلة للرتب الأخيرة، إلى 11.66 سنة، وأن سبع جماعات فقط في المغرب تتراوح سنوات التعليم فيها ما بين تسع و 12 سنة، وهي أكدال، في فاس، والهرهورة، في تمارة، والصخور السوداء والمعاريف، في البيضاء، وحسان والسويسي وأكدال الرياض، في الرباط، وهذه الجماعة الأخيرة هي الأولى وطنيًا، ومؤشرات التعليم فيها، سواء على مستوى الإنصاف أو سنوات التعليم، تصل إلى المستوى الذي تعيشه دول متقدمة، كأيسلندا، في حين أن جماعات ترابية أخرى لا تتجاوز فيه نسبة سنوات الدراسة سنة واحدة فقط، أي أضعف ثلاث مرات من دول تعيش على واقع الحروب الأهلية، ومنها تاحلوانت وأسايس، في إقليم الصويرة، وبوابوض أمدلان، في إقليم شيشاوة، وأولاد علي منصور، في إقليم تطوان، وبوشاوين، في إقليم فجيج، وأولاد محمد، في إقليم تاوريرت، وهي الجماعات التي تحتل المراكز الأخيرة وطنيًا، بنسبة لا تتعدى سنة واحدة.