الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
رجال ملثمون حاملون علم روسيـا يفرضون سيطرتهم على مبني إداري في عاصمة القرم سيمفيروبول عام 2014

موسكو - حسن عمارة


 
تسبَّب ضم روسيـا لشبه جزيرة القرم في هروب حوالي 100 ألف شخص من المنطقة – ضعف ما كان يعتقد – وفقاً للأرقام الجديدة التي حصرتها المؤسسة الخيرية الأوكرانية. وقد قفز عدد الهاربين خلال الشهرين الماضيين بسبب تضييق الخناق الروسي عليهم.

ومنذ اللحظة التي إنتشرت فيها القوات الروسية في شتى أنحاء القرم  Crimea، وسيطرتها على المنطقة من أوكرانيـا في آذار / مارس لعام 2014، فقد بدأ هؤلاء الذين كانوا غير مستعدين لقبول حكم الكرملين في الرحيل، وإستقر أغلبهم في أماكن أخرى داخل أوكرانيـا بما في ذلك العاصمة كييف Kiev.

وتشير الأدلة الجديدة إلى أن هذا النزوح يعد أكبر مما كان يعتقد، حيث قام حوالي 21,000 شخص من القرم Crimea بالتسجيل رسمياً في أوكرانيـا " كنازحين داخلياً "، ولكن الكثيرين منهم لا يحملون أية وثائق معهم. وبلغ عدد الفاربين من شبه جزيرة القرم Crimea على الأرجح ما بين 50,000 و 60,000 وفقا لمركز النزوح الداخلي، وهي مجموعة تتخذ من جنيف Geneva مقرا لها.

وقالت تاميلا تاشيفا المؤسس المشارك والمنسقة للمؤسسة الخيرية الأوكرانية لإغاثة القرم، بأن الأرقام الحقيقية تصل إلى 100 ألف شخص، مع إحكام الرقابة وتشديد القيود على المعارضة، فضلاً عن الإعتقالات وحالات الإختفاء غير المبررة التي أصبحت معتادة. مشيرة إلى أن المكاتب لديهم تمتلئ بطلبات الحصول على مساعدة للمواطنين وأطفالهم.

 وتستند التقديرات الجديدة على البيانات التي كشفت عنها السلطات الأوكرانية، ففي الفترة ما بين كانون الثاني / يناير لعام 2015 و نيسان / إبريل من هذا العام، كانت هناك حركة نزوح خارج شبه جزيرة القرم والمنطقة المتاخمة لأوكرانيا لنحو 73,100 شخص وفقاً لخدمات حرس الحدود الوطنية. ولم يدخل في التسعة أشهرٍ الأولى من ضم روسيـا لشبه الجزيرة، ولا تجدد التدفق الذي حدث منذ نيسان / إبريل، ومن ثم تشير السيدة تشيفا إلى وصول العدد الحقيقي لحوالي 100 ألف نازح.

وكان ترحيل التتار من القرم Crimea قد جرى في عام 1944، مع توطينهم في آسيا الوسطى السوفياتية. وقد عاشوا في المنفى حتى فترة الثمانينيات، عندما سمح لهم ميخائيل غورباتشوف بالعودة. وبعد معاناتهم كثيراً على أيدي الكرملين، فمن المفترض معارضة التتار لعودة الحكم الروسي.

ومن بين الهاربين من شبه جزيرة القرم، عليم البالغ من العمر 17 عاماً، والذي رحل قبل عام برفقة عائلته إلى كييف Kiev  بحثاً عن الأمان. مشيراً إلى أن البقاء في القرم كان صعباً، بحيث كان يخشى قول شيء ما خطأ، بعدما تحولت مدرسته الأوكرانية إلى روسية.

وأضاف عليم بأن مخاوفه كانت نتيجة تأييد لوجهات نظر أوكرانية، بينما كانت قوات الأمن الروسية منتشرة في كل مكان. ومن ثم إذا سمعوا أحداً يقول شيئاً ما خطأ، فإن العواقب سوف تكون وخيمة. ولم يرغب عليم في الإفصاح عن إسمه بالكامل، فيما أبدى مخاوفه من العودة على الرغم من إفتقاده إلى القرم.

وتتسارع وتيرة الهروب مجدداً بحسب ما تشير التقديرات، حيث تلقى مكتب مؤسسة إغاثة القرم في كييف خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي 14 طلباً فقط من النازحين تتطالب بالحصول على المساعدة. بينما لم يسجل الشهر التالي كانون الأول / ديسمبر من عام 2015 أية طلبات على الإطلاق.

وعلى النقيض من ذلك، فقد تواصل 183 شخصا في نيسان / إبريل هذا العام مع المؤسسة الخيرية لطلب المساعدة، بينما وفي شهر أيار / مايو كان هناك 97 شخصاً آخرين. فالأجواء يشوبها الخوف في القرم وفق ما تقول السيدة تشيفا، وهو ما يجبر المواطنين علي الرحيل.

ومنعت روسيـا العام الماضي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) من إرسال بعثة لتقييم حقوق الإنسان في شبه جزيرة القرم، في حين تمكنت المجموعة من جمع الأدلة من مناطق أخري في أوكرانيـا، وأجرت مقابلات مع أشخاص بعيداً عن القرم. وقد خلصوا إلي أن روسيـا لا تراعي الحريات الأساسية وحقوق الإنسان لجميع سكان القرم، وبصفة خاصة هؤلاء المعارضين للضم.

 

 

 

فيما تبرر روسيـا تلك الصعوبات والمعاناة لسكان شبه جزيرة القرم نتيجة إتخاذ أوكرانيـا لبعض التدابير، مثل قيام الحكومة الأوكرانية في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي بقطع الكهرباء عن القرم، وترك المنطقة في ظلامٍ دامس لمدة إسبوعين. ومنذ ذلك الحين، كانت روسيا قادرة علي ضمان إمداد القرم بالطاقة اللازمة. إلا أن السيدة تشيفا قالت بأن أوكرانيـا مسؤولة عن عدم توفير حياة أفضل لسكان المنطقة، ولكنها تلقي بالمسؤولية أيضاً علي عاتق روسيا بعد ضمها للقرم.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفر…
الحرس الثوري الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى تشكيل جيش…
منظمة حقوقية أميركية تتّهم إسرائيل و قتلها الأبرياء في…
إسرائيل تعلن مقتل ستة من جنودها بالتزامن مع موجة…
بايدن وترمب يلتقيان في المكتب البيضاوي للمرة الأولى منذ…

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تُعزز قطاع الدفاع الوطني بإعفاءات ضريبية جديدة
بوريطة يُؤكد أن وزارة الخارجية ساهمت في تطور التجارة…
اتهام موظف أميركي بتسريب خطط إسرائيل لضرب إيران
مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

التونسيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ثالث…
إسرائيل تدرس صفقة تفضي لإطلاق سراح الرهائن والسماح بخروج…
الجيش الإسرائيلي يُعلن بدء عملية عسكرية في جباليا شمال…
غوتيريش يدعو إلى إنهاء أعمال العنف في فلسطين ولبنان…
الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء يعربُون عن تشبثهم…