الدار البيضاء : جميلة عمر
يشارك المغرب في الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي يعقد بالدوحة في قطر؛ من أجل تعزيز مسار الشراكة بين بُلدانِنَا العربية وجمهورية الصين الشعبية.
وخلال كلمة الوزير المنتدبة لوزارة الخارجية مباركة بوعيدة أشارت إلى تزامن انعقاد الدورة السابعة لمنتدى التعاون العربي/ الصيني مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك محمد السادس لجمهورية الصين الشعبية لتعزيز الشراكة بين البلدين الصديقين. مضيفة أن تزامن الحدثين جاء من باب المصادفة. لكن هذه الحالة تعكس مدى انفتاح المغرب على الشركاء الدوليين، وانخراطه الفعلي والمسؤول في تعزيز منتدى التعاون العربي/ الصيني، وحرصه على أن يضطلع بدور فاعلٍ فيه، بما في ذلك تطوير شق التعاون الثلاثي وتعزيز الشراكة التضامنية بين دول الجنوب.
وأضافت بوعيدة أن بعد المسافات لن يثني المغرب عن تقوية علاقاته مع الشركاء الدوليين الوازنين سواء في الإطار الثنائي أو المتعدد الأطراف. وأردفت أنه في سياق إقليمي ودولي متسم بنشوب أزمات متعددة في آن واحد، خصوصا في المنطقة العربية، وتنامي ظاهرة الإرهاب؛ أطلق البعض مِمَّنْ يومنون بالفوضى الخلاقة العِنَانَ للتنظير في شأن مستقبل المنطقة والعالم على أساس ما أفضوا إليه من ملاحظاتٍ حول تقهقـر هيكلة الدولة، وجدوى المصالح قصيرة المدى.
وتابعت: قد يشكل الحرص على مواجهةِ مثل هذا المنحى، وتقديمُ البديلِ السليمِ لهُ سببًا كافيًا لوحده كي نمضي في تعاوننا العربي الصيني بخطى أسرع وبعزيمة أقوى حتى نبرهن أنه لا حياد عن مفهوم الدولة العصرية في بناء المنتظم الدولي، وأنه لا مَنَاصَّ من نُصْرَةِ مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان واحترام السيادة الترابية، وتغليب فكر التكتل على نزعة التفتيت والتشرذم لِـنُسْهِمَ في إعادة بناء أرضية الالتزامات الدولية الكفيلة بتحقيق السلم والأمن الدوليين
وطموحاتُ منتدى التعاون العربي الصيني كثيرةٌ ومتعددةٌ. فإلى جانب الحوار الاستراتيجي، نَـتَـطَـلَّعُ إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والتقنية والثقافية مع الصين. وترحيبُنا الجماعي بمقترحات إحياء طريق الحرير والحزام البحري للطريق للقرن الواحد والعشرين يعدُّ دليلا على إرادتنا في التقريب بين شعوبنا وجلب المنافع المتبادلة لها." لقد وضعنا الإطار القانوني المناسب لمُنتدانا، وعززناهُ بآلياتِ عملٍ مرنة، كما رسَمْنَا خططا توجيهية شاملة لمختلف أوجه التعاون بيننا، ولعل من أهمها الخطة التنموية العشرية للفترة 2014-2024، التي اعتمدناها خلال الدورة السادسة للمنتدى في بكين سنة 2014، بجانب "الوثيقة" التي أعدتها الحكومة الصينية أخيرا بمناسبة مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية والصين التي تفضل فخامة السيد شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية بعرض محاورها بمناسبة الزيارة التي قام بها إلى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة بتاريخ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي.
مؤكدة: يبقى التحدي الكبير هو التعبئة والمثابرة والابتكار في طرق تنزيل مقتضيات هذه الوثائق عبر شراكات واقعية وملموسة ومتعددة الأبعاد، تُحقق المنافع المتبادلة والمتوازنة، وتجعل من العنصر البشري مبدعا ومحرك للاقتصادي الوطني. وختمت بوعيدة كلمتها بالقول " لا أريد أن أختتم كلمتي هذه دون الإشادة بمواقف جمهورية الصين الشعبية تُجاه قضية فلسطين والقدس الشريف، القضيةُ الأولى للعرب والمسلمين، صُلبُ الصراع في الشرق الأوسط ومِفتاحُهُ". مردفة: كذلك مطلب المغرب في وقف الاستيطان ورفعُ الظلمِ عن الفلسطينيين من خلال تمكينهم من إقامة دولتهم فلسطين المستقلة والقابلة للحياة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. سبيلُنا في ذلك هو وعي المجتمع الدولي بضرورة الإسراع في إيجاد تسوية عادلة على أساس حل الدولتين، وتهيئ الإطار الناجع للعملية التفاوضية المؤدية إلى تحقيق هذا الحل، والكفيلة بالقضاء على العديد من مسببات زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.