الرباط - المغرب اليوم
تنظّم المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تحت رعاية الملك محمد السادس، "المنتدى الأفريقي الأول لإدارات السجون وإعادة الإدماج"، اليوم الخميس وغدا الجمعة في الرباط، تحت شعار "نحو رؤية مشتركة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب لمواجهة تحديات وإكراهات تدبير المؤسسات السجنية"، وذلك بهدف تسليط الضوء على هذا التطور، ورغبة في إتاحته للبلدان الشقيقة والصديقة في القارة الأفريقية.
وأشارت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إلى أن "المنتدى الأفريقي الأول بالرباط يعد مبادرة مغربية جديدة تسعى من خلالها المملكة إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب، لا سيما على مستوى القارة السمراء، الذي ما فتئ الملك محمد السادس يدعو كافة الدول الإفريقية إلى تمتين أواصره".
وتسعى أعمال المنتدى الإفريقي الأول بالرباط، المخصصة لتدبير المؤسسات السجنية وإدارتها، إلى "تحقيق عدة أهداف، من بينها تبادل الخبرات بين البلدان الأفريقية، ودراسة آفاق وسبل توحيد طرق وأدوات تدبير هذا القطاع، فضلا عن مواجهة التحديات المشتركة في هذا المجال، حيث سيتم تناول هذه القضايا والرهانات وفق طموح راسخ لتحديث إدارة السجون وتعزيز الحكامة الجيدة في هذا المجال، لما له من غاية مجتمعية شديدة الحساسية".
وأشارت المندوبية العامة إلى أنه "يمكن تسليط الضوء على التجربة المغربية في إدارة السجون وإعادة إدماج السجناء، والتعريف بها ونقلها إلى البلدان الإفريقية، باعتبارها نموذجا يحتذى به في ضوء ما راكمته المملكة من منجزات، وبالنظر إلى ريادتها في مجال إعادة الإدماج الاجتماعي للسجناء"، مشدّدة على أن "الفضل في ذلك يرجع بوجه خاص إلى برامج التعليم والتكوين المهني والفني، وتعزيز قابلية السجناء للتشغيل، علاوة على برنامج غني بالأنشطة الثقافية والفنية والرياضية".
وأضافت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن "المنتدى الأفريقي الأول في الرباط على وجه التحديد، باعتباره مبادرة قطاعية غير مسبوقة، يأتي لتطوير وتحسين وتعزيز الكفاءات الإفريقية في هذا المجال الحساس للغاية، الذي يستدعي خبرة وباعا طويلين، لا سيما من حيث الأمن وإعادة تأهيل السجناء".
وقالت المندوبية العامة إن المنتدى لأفريقي الأول لإدارات السجون وإعادة الإدماج يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف تتمثل في "تعميق أواصر التعاون بين المغرب وأفريقيا في قطاع السجون وإعادة الإدماج"، و"بحث الرهانات والتحديات المشتركة المرتبطة بتدبير قطاع السجون وأثرها على إعادة الإدماج"، و"رصد وتحليل تشاوري لواقع المؤسسات السجنية بإفريقيا"، و"توفير فضاء للحوار والتقاسم والتشاور والمشاركة الفعالة لمختلف المتدخلين في مجال التدبير السجني"، و"المساهمة في تطوير وتدقيق الرؤية الاستراتيجية وتحديد أدوار والتزامات مختلف الشركاء".
ووضع المنتدى الأفريقي الأول لإدارات السجون وإعادة الإدماج برنامجا تفاعليا وعمليا، حيث سيتناول المشاركون محورين أساسيين خلال يومين، أولهما يتعلق بإيجاد الأجوبة المناسبة على السؤال الجوهري "أي مقاربة تشاركية ناجعة في تهييئ السجناء للإدماج؟" خلال اليوم الأول، فيما ستنقسم أعمال المنتدى خلال اليوم الثاني إلى جلستين، ستخصص الأولى للخوض في "قراءة في تجارب التدبير الأمني بالمؤسسات السجنية، وتدبير السجناء المعتقلين على خلفية قضايا التطرف والإرهاب"، على أن تنكب الجلسة الثانية على موضوع "تحديث إدارة السجون وفعالية العنصر البشري".
ومن المقرر أن تنطلق أشغال منتدى الرباط بحفل افتتاحي سيعرض خلاله شريط فيديو يوثق للزيارات التي خص بها الملك محمد السادس بعض البلدان الإفريقية والمؤسسات السجنية، فضلا عن بعض المقاطع حول برامج إعادة التأهيل وبعض الفضاءات السجنية الحديثة، فيما سيتم إسدال الستار على أشغال المنتدى بتلاوة إعلان الرباط لعام 2020، والبرقية المرفوعة من قبل المشاركين إلى الجالس على العرش.
وعلى هامش المنتدى، من المزمع تنظيم زيارات إلى بعض المواقع المؤسسية، من بينها مركز تكوين الأطر بتيفلت، والسجن المحلي بتيفلت2، علاوة على بعض المواقع السياحية في مدينة الرباط كشالة، وصومعة حسان، وقصبة الأوداية، والمدينة العتيقة.
يُشار إلى أن إدارة المؤسسات السجنية في المغرب شهدت تطوراً نوعياً مطردا منذ إنشاء المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في عام 2008، حيث تكلل تنفيذ الإطار الاستراتيجي 2016-2018 بتحسين أوضاع السجناء بشكل عام، وبالحفاظ على وتيرة التأهيل الاجتماعي والثقافي للسجناء وتأهيلهم لإعادة الإدماج الإيجابي في المجتمع، كما مكنت هذه الخطة التي جرى تجديد خطوطها العريضة للفترة 2020-2022 من إطلاق عملية تحديث حكامة المؤسسات السجنية الوطنية وتحسين جوانبها.
قد يهمك ايضا :
تعرف على الموقف القانوني لأستاذ تارودانت المتهم بالاعتداء على تلميذته