الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
أكّد الملك محمد السادس، التزامه بدعم ومساندة مبادرة "العمل من أجل حفظ السلام"، التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تعطي أهمية خاصة للقارة الأفريقية، التي تعد مسرحًا لعمليات حفظ السلام .
وأبرز الملك في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في الاجتماع رفيع المستوى بشأن "العمل من أجل حفظ السلام"، الذي انعقد داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المغرب، لا يساوره أدنى شك في أن هذه المبادرة، ستمكن من تجديد الالتزام الدولي لصالح هذه القارة، مضيفًا أن المملكة دعمت مبادرة "العمل من أجل السلام"، وساهمت "بشكل فعلي وبناء وتوافقي، في صياغة إعلان الالتزامات المشتركة، الذي نعتمده اليوم، وانخرطت فيه بصورة تلقائية من دون أي تحفظ".
وأوضح الملك في رسالته أن انضمام المغرب إلى هذه المبادرة جاء لـ "إيمان المملكة الراسخ بأهمية عمليات حفظ السلام، باعتبارها من أنجع الأدوات المتاحة أمام المجتمع الدولي في هذا الشأن"، مؤكدًا ضرورة العمل "بسرعة وبجدية"، حتى تحقق هذه العمليات أهدافها.
وأشار الملك إلى أن تحقيق أهداف هذه العمليات يمر من خلال تكريس المبادئ الأساسية لعمليات حفظ السلام، بخاصة احترام الوحدة الترابية للدول وسيادتها، وموافقة الأطراف المعنية، وعدم التحيز، وعدم استخدام القوة إلا في حالات الدفاع عن النفس أو عن المهمة الموكلة إليها، مبرزًا أنه يتعين أن تكون المهام المسندة لعمليات حفظ السلام واقعية، وعملية وقابلة للتحقيق، مع مدها بالتمويل المناسب، وأن تظل عمليات حفظ السلام مقتصرة على الهدف الأسمى منها، وهي تجاوز الأزمات، مع ما يقتضيه ذلك من حشد المزيد من الجهود لإيجاد حلول سياسية، وتعزيز مختلف مبادرات الوساطة والوقاية من نشوب النزاعات.
وأشار الملك أن المغرب لم يدّخر، منذ عودته إلى الاتحاد الأفريقي، وبعد انتخابه عضوًا في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد، جهدًا في سبيل تقوية الشراكة الاستراتيجية بين منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في مجال السلم والأمن، مؤكدًا أن المغرب سيواصل "العمل من أجل مواكبة وتعزيز كل المبادرات الهادفة إلى الحيلولة من دون نشوب النزاعات الإقليمية، والحد من آثارها على القارة، في ظل الاحترام التام لسيادة الدول ووحدتها الترابية".
ودعا محمد السادس الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتقديم الدعم اللازم والمناسب للاتحاد الأفريقي وللبلدان الأفريقية، بما يمكن هذه الشراكة من الوسائل الضرورية لبلوغ المدى المطلوب وتحقيق النجاعة المرجوة، مؤكدًا أن الأمر يتعلق بـ"استثمار من أجل المستقبل، طالما أن استقرار العالم من استقرار أفريقيا".