الجزائر – ربيعة خريس
تواجه الجزائر، خطرًا أمنيًا جديدًا, يتمثل في تغلغل الطائفة "القاديانية" واختراقها الأمني من خلال انتماء عناصر من تنظيم "داعش" في صفوفها.
وكشف وزير الشؤون الدينية الجزائري, محمد عيسي, خلال محاضرة ألقاها رفقة وزير خارجية الجزائر, رمطان العمامرة, في ندوة احتضنها المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية في مقر وزارة الشؤون الخارجية حول "حرية المعتقد في الجزائر بين التشدد الديني والانحراف المذهبي", أن السلطات الجزائرية ليست لديها نية في محاربة أتباع الطائفة القاديانية في الجزائر كما يروج له. وبخصوص التهم التي وجهتها لهم أجهزة الأمن، فتتمثل في الانخراط في جمعيات غير معتمدة وجمع التبرعات المادية بدون رخصة قانونية ووجود عناصر من تنظيم "داعش" ضمن صفوفهم وهو الأمر الذي أثار مخاوف الحكومة في الجزائر.
ورد وزير الشؤون الدينية الجزائري, على المرسلات التي تلقتها وزارة الشؤون الدينية الجزائرية من ممثليات الطائفة الأحمدية في بريطانيا تنتقد تضييق السلطات على نشاطها, قائلًا إنه التقى ممثلي الجالية اليهودية في الجزائر خلال الأسبوع الماضي وناقش معهم هذا الأمر وأبلغهم أن علاقة الجزائر مع مختلف الأديان هي علاقة تعاون ودبلوماسية دينية.
وأكد الوزير, أن الجزائر جنَّد كل الإمكانيات لمنع اختراق تنظيم " داعش " وأوكلت هذه المهمة لأئمة المساجد لفرض رقابة صارمة على بيوت الله, من خلال التبليغ عن أي ممارسات مشبوهة وتضييق الخناق على الشبكات التي تسعى لتجنيد الشباب في صفوف الجماعات المتطرفة.
وأشاد محمد عيسى بالنجاح الذي حققه الأئمة الجزائريين في هذا المجال, قائلًا إن عدد الجزائريين المتواجدين ضمن صفوف تنظيم "داعش" قليل جدًا مقارنة بالدول الأخرى، مؤكدًا أن الجزائر حققت نجاحًا كبيرًا في مجال الدبلوماسية الدينية, وهي اليوم تقاسم خبرتها في هذا المجال مع كبرى الدول في العالم كفرنسا وإيطاليا وأميركا, حيث تلقت السلطات الجزائرية طلبًا, لتعليم أئمة أميركيين بينهم إمام شيعي, وقد وافقت على الأمر, وهي تشرف أيضًا على تعليم أئمة من الصين الشعبية وروسيا وفرنسا وايطاليا وآخرين قادمون من أفريقيا.
وتلقى التنظيم الدموي المتطرف " داعش " في الجزائر بدل الصدمة صدمات عدة, فإضافة إلى النجاح الذي حققته قوات الأمن الجزائري في محاربته ودحر خلاياه الأولى وإجهاض مخططاته, أحبطت السلطات الجزائرية, أخيرًا, كل مساعيه الرامية إلى تجنيد الجزائريين ضمن صفوفه. ويعتبر الجزائريون الأقل عددا في صفوف هذا التنظيم مقارنة بدول عربية ومغاربية أخرى.
وكشف وزير الشؤون الدينية الجزائري, خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي, في تصريحات صحافية, أن 100 جزائري فقط التحقوا بهذا التنظيم المتطرف، مشيدًا بنجاح السلطات الجزائرية, في محاصرة الخلايا التي تعمل لصالح هذا التنظيم المتشدد, وجندت, أخيرًا, السلطات الجزائرية مختلف القطاعات الوزارية لشن حرب ضد التطرف والمتأثرين بالفكر المتشدد وتضييق الخناق عليهم, ومنع تغلغلهم في أوساط المجتمع.
واعتمدت خطة عمل لمكافحة التطرف في الجزائر, وتعمل وزارة التربية الجزائرية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية على محاربة الغلو، وذلك من خلال إعادة مراجعة صياغة مناهج التدريس ومراجعة منظومة التعليم القرآني وفرض رقابة صارمة على المدارس الخاصة التي ترفض العمل بنفس النهج الذي تسير عليه وزارة التربية الجزائرية. نفذت وزارة الشؤون الدينية, العام الماضي, عملية مراجعة برامج التربية الإسلامية على مستوى الطورين الأولين في المدارس.
وأعطت الحكومة الجزائرية, تعليمات خاصة لوزارة العمل والتشغيل, تفضي بضرورة توفير مناصب شغل للمتخرجين من الجامعات, لحمايتهم من محاولات التعبئة والدعم والإسناد واعتناق الفكر المتطرف في ظل ارتفاع نشاط شبكات التجنيد في صفوف الخلايا المتطرفة والتي تستغل الأحياء المتطرفة.