كييف - جلال ياسين
أعلنت سلطات خيرسون الموالية لموسكو أن أوكرانيا حشدت دبابات ومدرعات استعداداً لهجوم وشيك. في المقابل، نفى الجيش الأوكراني تلك الاتهامات، مشيراً إلى أن القوات الروسية تقوم بإجلاء السكان قسراً من "خيرسون". جاءت تلك التصريحات، بعدما أظهرت صور تم تداولها قبل أيام على الإنترنت، المبنى الإداري الرئيسي في خيرسون، بدون العلم الروسي مرفوعاً فوقه، وسط مؤشرات حول استعداد روسيا للتخلي عن موطئ قدمها العسكري على الضفة الغربية لنهر دنيبرو بما يشمل خيرسون، المدينة الكبرى الوحيدة التي سيطرت عليها منذ بدء العملية العسكرية في فبراير الماضي.
إلا أن كييف عبرت عن قلقها، معتبرة أن مثل تلك الإشارات قد تكون خديعة روسية لاستدراج القوات الأوكرانية إلى كمين. يشار إلى أن الجنرال الروسي سيرغي سوروفكين، الذي كُلف بإدارة العمليات العسكرية في أوكرانيا الشهر الماضي (أكتوبر 2022) كان أقر سابقا بأن الوضع سيئ جداً في الجنوب الأوكراني، بعد أسابيع على الهجوم المضاد الذي أطلقته القوات الأوكرانية منذ سبتمبر الماضي، بهدف استعادة السيطرة على العديد من البلدات والمدن جنوبا وشرقا.وتعتبر خيرسون من ضمن الأقاليم الأربعة التي أعلن الكرملين أواخر سبتمبر (2022) ضمها إلى روسيا، وبالتالي فإن سيطرة الأوكرانيين عليها ثانية ستشكل صفعة مؤلمة للجيش الروسي وهيبته.
كما يتمتع هذا الإقليم بأهمية خاصة، إذ يضم سد محطة كاخوفكا لتوليد الكهرباء، وجسر أنتونوفسكي الذي يربط المدينة بالضفة الجنوبية لنهر دنيبر وبقية منطقة خيرسون.
كذلك، يحمل موقع خيرسون الجغرافي أهمية خاصة، إذ تقع المدينة على حدود منطقتي دنيبروبيتروفسك ونيكولاييف، ولها حدود برية مع القرم جنوباً، فيما تطل على البحر الأسود في الجنوب الغربي، وبحر آزوف في الجنوب الشرقي
وفي السياق ذاته كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم السبت، عن عزمه إنشاء" أسطول من الدرونات البحرية"، مؤكدا أن الإعداد جارٍ لتشكيل منصة لجمع التبرعات لصالح ذلك الهدف. وقال زيلينسكي في تصريح نشر بموقع الرئاسة الأوكرانية: "سنطلق الأسبوع المقبل حملة لجمع التبرعات. سنجمع الأموال لأسطول من الطائرات البحرية بدون طيار". وأضاف: "أنا متأكد من أن ملايين الأشخاص سيدعمون هذا التوجه في سبيل دفاعنا عن أنفسنا".
وتابع قائلا: "سيكون الغرض من هذه الطائرات المسيّرة حماية مناطقنا البحرية فقط".وجاء تصريح زيلينسكي في ذات اليوم الذي أعلنت فيه إيران على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، بأن بلاده زودت روسيا بطائرات مسيرة، مصرّا على أن النقل جاء قبل حرب موسكو على أوكرانيا التي شهدت استخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع في قصف كييف.
وفي تصريح قال عبد اللهيان: "قدمنا عددا محدودا من الطائرات المسيرة لروسيا قبل شهور من حرب أوكرانيا". وأوضح: "إيران ليست على علم باستخدام طائراتها المسيرة في أوكرانيا"، مبرزا "إيران ما تزال ملتزمة بوقف الصراع".
علّق الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نكولينكو، على تأكيد إيران تزويد روسيا بمسيّرات، بالقول على حسابه في فيسبوك: "على طهران أن تدرك بأن عواقب التواطؤ في جرائم عدوان روسيا الاتحادية على أوكرانيا ستتجاوز المنفعة (التي ستجنيها إيران) من دعمها لروسيا".
المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي، قال يوم السبت، إن إيران قدّمت العشرات من الطائرات المسيرة إلى روسيا قبل وبعد بدء حرب أوكرانيا، عكس ما تدعيه طهران.وذكر مالي، على حسابه الرسمي في تويتر: "ليس صحيحا أيضا بأن إيران لم تقدم سوى عدد محدود من الطائرات بدون طيار قبل الحرب الروسية في أوكرانيا. لقد نقل الإيرانيون العشرات من الطائرات المسيرة هذا الصيف فقط (أي بعد بدء الحرب)، ولديهم أفراد عسكريون في أوكرانيا المحتلة يساعدون روسيا في استخدامها ضد المدنيين الأوكرانيين"
قد يهمك أيضا
سلطات خيرسون تُعلن إكتمال خطوط الدفاع عن المدينة وسط قلق أوكراني من التصريحات الأميركية