كييف - جلال ياسين
أعلنت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية الجمعة أنها لم ترصد أي تسرب إشعاعي من منشأة زابوريجيا النووية في جنوب البلاد والتي تعرضت لضربات روسية خلال الليل. وقالت الهيئة الرسمية إنه "لم يتم تسجيل أي تغييرات في الوضع الإشعاعي".وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت أن حريقاً اندلع في محطة زابوريجيا نتيجة قصف روسي. وقالت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية إن القوات الروسية سيطرت على أراضي المنشأة الواقعة في جنوب البلاد. واتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، موسكو الجمعة باللجوء إلى ما وصفه بـ "الإرهاب النووي" والرغبة في "تكرار" كارثة تشيرنوبيل.وقال في رسالة بالفيديو "ما من دولة غير روسيا أطلقت النار على وحدات للطاقة النووية. هذه هي المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية، الدولة الإرهابية لجأت الآن إلى الإرهاب النووي". من جهته، دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ عمليات القصف الروسية التي أصابت المحطة النووية داعياً إلى وضع حد للحرب. وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول الحلف في اليوم التاسع من الغزو الروسي لأوكرانيا إن "الهجوم على محطة نووية يدل على الطابع المتهور لهذه الحرب وضرورة وضع حد لها".
"أمان نووي"
وقال أولكسندر ستاروخ، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة زابوريجيا، على فيسبوك: "أعلن مدير المحطة الآن ضمان السلامة النووية، وبحسب مسؤولين في المحطة، تضرر مبنى تدريب ومختبر من الحريق". وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت أنها أجرت اتصالاً بالسلطات الأوكرانية بشأن أنباء عن قصف محطة زابوريجيا، وحثت القوات الروسية الجمعة على وقف استهداف المحطة، محذرة من "خطر شديد" في حالة إصابة المفاعلات النووية. وقالت الوكالة في تغريدة: "مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفايل غروسي، تحدث مع رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال ... بشأن الوضع الخطير في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وناشد وقف استخدام القوة وحذر من خطر شديد في حالة إصابة المفاعلات".
تقع المنشأة في جنوب أوكرانيا على نهر دنيبر، على بعد نحو 525 كيلومتراً جنوب تشرنوبيل، حيث وقع أسوأ حادث نووي في التاريخ عام 1986، موقعاَ مئات القتلى. تبلغ الطاقة الإجمالية لمحطة زابوريجيا نحو ستة آلاف ميغاوات، وهي طاقة تكفي لنحو أربعة ملايين منزل. في الأوضاع العادية، تؤمّن المحطة خُمس احتياجات الكهرباء في أوكرانيا وقرابة نصف الطاقة التي تنتجها المنشآت النووية في البلاد. بدأت عملية بناء المفاعل الأول في المحطة عام 1979. ويضمّ المرفق حالياً ستة مفاعلات (في في إي آر-1000) من الطراز السوفياتي، علماً أن بناء المفاعل الأخير بدأ عام 1995. كما دعا وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، القوات الروسية إلى وقف مهاجمة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وقال المتحدث باسم المنشأة، أندريه توز، في تسجيل مصور على حساب المحطة على تليغرام: "نتيجة قصف القوات الروسية لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، اندلع حريق". وتنتج المحطة في زابوريجيا، وهي مدينة صناعية في جنوب شرقي أوكرانيا، ما يقدر بنحو 40 في المائة من الطاقة النووية للبلاد.
"ممرات إنسانية"
على صعيد آخر، أعلن المفاوضون الروس والأوكرانيون إحراز تقدم محدود في محادثات وقف إطلاق النار، واتفق الجانبان على ضرورة وجود ممرات إنسانية للمدنيين. وقال مسؤول أوكراني بارز إنه على الرغم من هذه النتيجة، فإن المحادثات لم تفض إلى النتائج التي كانت تأمل فيها كييف. وتأتي الخطوة في الوقت الذي دافع فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن غزو أوكرانيا، قائلا إن العملية العسكرية "تسير وفق الخطة". بيد أن الأزمة الإنسانية تتفاقم في المدن الأوكرانية تحت وطأة القصف الروسي المكثف. كما تحدث بوتين عبر الهاتف لمدة 90 دقيقة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال أحد مساعدي ماكرون خلال مؤتمر صحفي إن الرئيس الفرنسي توقع أن "الأسوأ لم يأت بعد"، بعد أن أخبره بوتين أن روسيا ستواصل حملتها في أوكرانيا حتى تحقق أهدافها.
قد يهمك أيضاً :
الرئيس الفرنسي يؤكد أن الأيام المقْبلة ستكون أشدّ قسوة على أوكرانيا
القوات الروسية تستهدف الأحياء السكنية في أًوكرانيا وتوقع خسائر في الأرواح وتسيطر على مدينة خيرسون