دمشق ـ نور خوام
نفى التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، التقارير التي تحدثت عن سقوط عشرات المدنيين بين القتلى جراء ضرباته على بلدة "هجين" في محافظة دير الزور شرق سورية. وقال التحالف، في بيان أصدره مساء السبت: "لقد ادعى العديد من المصادر المفتوحة من خلال تقارير عارية من الصحة، أن غارات قوة المهام المشتركة لعملية العزم الصلب التي يتم تنفيذها بالقرب من بلدة هجين في سورية أسفرت عن مقتل مدنيين".
وأوضح التحالف أن قواته نفذت 19 غارة جوية على منطقة بلدة هجين من الساعة 23:01 من يوم 16 نوفمبر الجاريتشرين الثاني إلى الساعة 16:30 من 17 نوفمبر بتوقيت سورية، مشيرا إلى أن هذه الغارات تم شنها "من أجل دعم العمليات البرية ضد أهداف "داعش" في وادي نهر الفرات الأوسط".
وأشار التحالف إلى أن قوات عملية "العزم الصلب" تحققت من أن هذه الأهداف "مشروعة وتابعة لداعش" كما "حددت أنها خالية من المدنيين وقت وقوع الغارات". وأعلن أن قواته كشفت عن 10 غارات أخرى جرى تنفيذها في المنطقة ذاتها من قبل جهة أخرى لم تنسق عملياتها مع عملية "العزم الصلب"
وكانت وكالة "سانا" السورية الرسمية أعلنت أن 40 مدنيا، معظمهم نساء وأطفال، قتلوا جراء استهداف طيران التحالف الدولي قرية البقعان التابعة لبلدة هجين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. ونشرت الوكالة أمس هذه الحصيلة نقلا عن مصادر أهلية، كما يؤكدها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أفادت المصادر للوكالة في وقت لاحق من اليوم بمقتل وإصابة عدد من المدنيين جراء غارات للتحالف على بلدة الشعفة في المنطقة نفسها، مضيفة أن عددا من الضحايا لا يزالون عالقين تحت الأنقاض.
من جانبه، ذكر مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، رامي عبر الرحمن، في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، أن 36 مدنيا بينهم 17 طفلا و12 امرأة من عوائل عناصر "داعش"، قتلوا في غارات استهدفت فجر السبت قرية أبو الحسن قرب هجين، علاوة على سبعة أشخاص لم يتضح بعد ما إذا كانوا مدنيين أو من عناصر التنظيم.
وعندما سئل المتحدث باسم التحالف عن التقارير التي تحدثت عن شن غارات جوية في منطقة البقعان قرب هجين على الضفة الشرقية لنهر الفرات يوم السبت أكد شن غارات ولكنه نفى سقوط ضحايا من المدنيين.
وفي وقت سابق من أمس السبت، وثّق "المرصد" مقتل 191 مدنيا على الأقل، بينهم 65 طفلا و43 امرأة، بغارات التحالف منذ إطلاقه وحليفه "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عملية عسكرية ضد آخر جيب خاضع لسيطرة تنظيم "داعش" في شرق الفرات في العاشر من سبتمبر الماضي. وأشار "المرصد" إلى أن معظم هؤلاء الضحايا من الجنسية العراقية ومن عوائل عناصر "داعش"، لكن بينهم كذلك 77 سوريا على الأقل. وذكر أن 139 من هؤلاء الضحايا المدنيين، بينهم 51 طفلا و38 امرأة، لقوا مصرعهم جراء الغارات الجوية في المرحلة الأخيرة من المعركة والتي انطلقت في 28 أكتوبر الماضي.
وأكد المرصد استهداف طيران التحالف لأربعة مساجد على الأقل ومعهدا لتحفيظ القرآن ومنازل مدنيين في المنطقة، مضيفا أن الخسائر البشرية تصاعدت بشكل ملحوظ مع خسارة التحالف و"قسد" كل ما تمكنا من السيطرة عليه في إطار الحملة، نتيجة لشن "داعش" هجمات معاكسة بعد شهر من بدء العملية.
ذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية أن الفصائل الموالية لتركيا من "الجيش السوري الحر" بدأت استعداداتها لعملية عسكرية "محتملة" في شرق الفرات في سورية "ضد بؤر الإرهاب" في المنطقة. وأوضحت الوكالة أن "فرقة الحمزة"، إحدى أبرز فصائل "الجيش السوري الحر"، تتأهب للمشاركة في هذه العملية التي لوحت بها تركيا مرارا في الآونة الأخيرة.
وتضم الفرقة نحو 6 آلاف و500 مقاتل من العرب والتركمان والأكراد، وتشكلت عام 2015 لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، ودعمت القوات التركية في عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون".
وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال قائد إحدى المجموعات التابعة للفرقة، والتي تخضع قواتها لتدريبات عسكرية بمدينة إعزاز، سيف أبو بكر: "الآن نجري استعدادات لعملية عسكرية محتملة ضد تنظيمي حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني شرق نهر الفرات، وندرب جنودنا على ذلك".
وأفاد مقاتلو المعارضة السورية أن قوات الجيش السوري وحلفاءه، كثفوا الهجمات على إدلب، في محاولة لتقويض اتفاق روسي تركي. وقال النقيب ناجي أبو حذيفة المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير، إن النظام عزز هجومه بإطلاق مئات من القذائف الصاروخية وقذائف المورتر على عدد من القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في مناطق شمال حماة وجنوب إدلب واللاذقية التي تقع ضمن منطقة منزوعة السلاح جرى الاتفاق عليها في سبتمبر/ايلول الماضي بين روسيا وتركيا.