واشنطن - رولا عيسي
بدأت الولايات المتحدة في زيادة وجودها العسكري في البحر الأسود، لمواجهة زيادة نفوذ روسيا الاتحادية في تلك المنطقة المليئة بالتوترات، خصوصًا منذ سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية أوائل عام 2014، بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي كان مواليًا للحكومة الروسية.
وقامت الولايات المتحدة، مطلع الأسبوع الحالي، بإرسال مدمرة الصواريخ "يو آي إس كارني" إلى البحر الأسود، لتقوم بعمليات تأمين بحرية، بالاشتراك مع السفينة الحربية الأميركية "يو إس إس روس"، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي توجد فيها سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الأميركية في منطقة البحر الأسود منذ يوليو (تموز) العام الماضي.
وقال كريستوفر جرادي، قائد الأسطول السادس بالبحرية الأميركية، إن استمرار الوجود البحري الأميركي في البحر الأسود يؤكد التزام الولايات المتحدة بحفظ الاستقرار في المنطقة، والتأمين البحري لشركاء واشنطن، وتحقيق الأمن الجماعي لأعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأشار، خلال مؤتمر صحافي، إلى أن الهدف من وجود السفينتين الحربيتين في وقت واحد هو "أن نكون في وضع الاستعداد".
وطبقًا لما ذكرته وكالة "سي إن إن" الإخبارية، فإن الهدف من نشر السفن الأميركية هو تحجيم الوجود الروسي المتزايد في هذه المنطقة التي تفصل بين شرق القارة الأوروبية ومنطقة القوقاز وغرب آسيا، مضيفة أن روسيا تلقي اهتمامًا كبيرًا بالوجود العسكري الأميركي في البحر الأسود، خصوصًا في ظل التحركات الحديثة التي يقوم بها الجيش الروسي في جزيرة القرم بعد السيطرة عليها.
على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد الماضي، عن دخول سفينتين دوريتين في مياه البحر الأسود للقيام بتدريبات عسكرية، فضلًا عن نشر الفرقاطة الروسية "أدميرال إيسين"، فيما كانت روسيا قد قامت بنشر كثير من الجنود والمعدات العسكرية في شبه جزيرة القرم خلال السنوات الماضية، لزيادة وجودها العسكري، وإثبات أمر واقع على الأرض، بسيطرتها على الجزيرة. وتضمن ذلك نشر أنظمة دفاع ساحلية وجوية، ومنظومة صواريخ حديثة، فضلًا عن انتشار بري مكثف للجنود.
وتخشي روسيا من تهديد الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، بما قد يهدد الأمن القومي الروسي، خصوصًا أن السفن الحربية الأميركية تتمتع بقدرات قتالية عالية، ومعززة بمعدات حديثة. ونتيجة لذلك، تقوم القوات الروسية بعمليات مراقبة دورية، وبصورة مكثفة، لمنطقة البحر الأسود، من خلال طائرات الاستطلاع، وذلك بصورة أكثر مما تقوم به في أي منطقة أخرى في روسيا.
وفي المقابل، قام حلف شمال الأطلسي بزيادة وجوده، وتقوية موضعه في جنوب شرقي أوروبا، وهي المنطقة المجاورة لجزيرة القرم المطلة على البحر الأسود. وأكد مسؤول أميركي أن روسيا لا تقدم معلومات دقيقة عما تقوم به في منطقة البحر الأسود وجزيرة القرم، وهو ما يجعل عمليات المراقبة والاستطلاع ذات أهمية بالنسبة للقوات الأميركية، لمتابعة التحركات الروسية في هذه المنطقة الحيوية.