كييف ـ جلال ياسين
طالب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال زيارة لأوكرانيا، الأسر في جميع أنحاء أوروبا بتحمّل أزمة تكاليف المعيشة لمواجهة العدوان الروسي.
وقال جونسون إن الغرب يجب أن "يواصل المسار" بشأن أوكرانيا على الرغم من ارتفاع تكاليف المعيشة بسبب الحرب.
وقال إنه في حين أن فواتير الطاقة مرتفعة "فإن شعب أوكرانيا يدفع بدمائه" ثمن "شرور" روسيا.
وزار جونسون العاصمة كييف بالتزامن مع عيد استقلال أوكرانيا.
ويقوم جونسون، وهو حليف مقرب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بثالث زيارة له إلى أوكرانيا منذ غزو روسيا قبل ستة أشهر.
وزعم جونسون أن الوحدة الغربية بشأن أوكرانيا "تنمو"، وذلك على الرغم من التقارير التي تفيد بتراجع الدعم بين الدول الأوروبية فيما يشل ارتفاع أسعار الطاقة الاقتصاد العالمي.
وفي المملكة المتحدة، من المتوقع أن يصل معدل التضخم هذا العام إلى أعلى مستوى له منذ 42 عاماً وهو 13.3٪، في حين من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد لأكثر من عام.
وقال البنك المركزي البريطاني - بنك إنجلترا - إن السبب الرئيسي في ارتفاع التضخم وانخفاض النمو هو ارتفاع فواتير الطاقة التي أججها الغزو الروسي لأوكرانيا.
واتهمت دول أوروبية روسيا، وهي مورد عالمي رئيسي للطاقة، باستخدام الغاز كسلاح من خلال الحد من الإمدادات رداً على العقوبات.
وأقر جونسون بأن الدول الغربية دفعت ثمناً باهظاً، بما في ذلك المملكة المتحدة، إذ أدت "الحرب المدمرة" التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ارتفاع فواتير الطاقة.
وقال جونسون: "نعلم أن الشتاء المقبل سيكون صعباً وأن بوتين سيتلاعب بإمدادات الطاقة الروسية في محاولة لتعذيب الأسر في جميع أنحاء أوروبا". وأضاف "أول اختبار لنا كأصدقاء لأوكرانيا سيكون مواجهة هذا الضغط وتحمله".
وخلال الرحلة، تعهد بأن أوكرانيا "يمكنها وستكسب هذه الحرب" ضد "غازٍ بربري وغير شرعي".
كما أعلن رئيس الوزراء عن حزمة دعم عسكري أخرى بقيمة 54 مليون جنيه إسترليني لأوكرانيا.
ويشمل ذلك ألفي طائرة من دون طيار وذخائر قالت الحكومة البريطانية إنها تساعد أوكرانيا على "تتبع القوات الروسية الغازية واستهدافها بشكل أفضل".
وتعد المملكة المتحدة واحدة من الجهات المانحة الرئيسية للمساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا، وقد فرضت عقوبات شاملة على أهداف روسية ملاحقة أو مرتبطة بالحرب.
ومن المرجح أن تكون هذه هي الزيارة الأخيرة لجونسون إلى البلاد كرئيس وزراء بريطاني، إذ من المقرر أن يترك منصبه في 6 سبتمبر/ أيلول.
وقال جونسون إن المساعدات العسكرية البريطانية "ستمنح القوات المسلحة الأوكرانية الشُجاعة والصامدة دعما إضافيا لقدراتها، ما يسمح لها بمواصلة دفع القوات الروسية والقتال من أجل حريتها".
وحصل جونسون على وسام الحرية - أعلى تقدير في أوكرانيا يمكن منحه للمواطنين الأجانب.
وأثناء ظهوره مع جونسون في العاصمة الأوكرانية، كشف زيلينسكي النقاب عن رقعة تذكارية تحمل اسم رئيس الوزراء البريطاني في "ممشى الشجاعة" خارج البرلمان.
وفي منشور على فيسبوك، قال زيلينسكي إنه "سعيد بالترحيب" بجونسون الذي وصفه بأنه "صديق عظيم لأوكرانيا".
وشكر رئيس الوزراء البريطاني على "الدعم الذي لا هوادة فيه لبلدنا منذ الأيام الأولى للعدوان الروسي الشامل، وعلى الدفاع الثابت عن مصالح أوكرانيا على الساحة الدولية".
وأضاف "بلدنا محظوظ لأن لديه مثل هذا الصديق".
كما أشاد زعماء عالميون آخرون بأوكرانيا في الوقت الذي تحتفل البلاد بمرور 31 عاماً على استقلالها عن روسيا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الأوكرانيين "ألهموا العالم بشجاعتهم الاستثنائية وتفانيهم من أجل الحرية".
وأكد بايدن أيضاً تقديم دعم عسكري أمريكي جديد لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات دولار - وهي أكبر حزمة أمريكية حتى الآن - ما سيساعد أوكرانيا على الحصول على أسلحة ومعدات.
وقال زيلينسكي إنه ممتن للولايات المتحدة على "دعمها الثابت".
وتعهد الرئيس الأوكراني "بتحرير" جميع أراضي بلاده التي تحتلها روسيا من دون "أي تنازل أو تسوية".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :