باريس - المغرب اليوم
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية صورة المشتبه به في تنفيذ هجوم متطرف متعمد في باريس صباح الأربعاء، بعدما القت الشرطة الفرنسية القبض عليه على خلفية ذلك الهجوم الذي أدى الى مقتل خمسة جنود فرنسيين عندما دهستهم سيارة "بي ام دبليو"يقودها الجاني. ويخضع حمو بشير البالغ من العمر (36 عامًا) لحراسة مشددة في المستشفى بعد ان اصيب بجروح خطيرة في الهجوم العنيف بالقرب من مدينة "بولوغن" الساحلية الشمالية.
وقال مصدر أمني فرنسي ان البشير الذي لم يكن معروفا لدى أجهزة الامن قتل خمسة اشخاص كما اصيب ضابط قبل القبض عليه. ويعتقد أن المشتبه به الذي يستخدم أيضا اسم "بينلاترش" - مهاجر غير شرعي كان خاضعا لإخطار يفيد بترحيله إلى بلده الجزائر. وتجري قوات الشرطة البحث في المبنى الذي يعتقد أنه مرتبط به في "سارتروفيل". وأوضح المصدر ان "المشتبه به كان يقود سيارة "بي ام دبليو سوداء" مماثلة لتلك المستخدمة في الهجوم على الجنود". وتم تسجيل أرقام لوحتها عن طريق المراقبة بالفيديو.
وكان البشير يسير على الطريق السريع A16 باتجاه كاليه، عندما القي القبض عليه بواسطة ضباط متخصصين. ويشير التقرير الى أن المشتبه به اطلق الرصاص من بندقية، ثم حاول الهرب. ومن ثم تم أطلق الرصاص على الرجل. وقال مصدر امني ان "الشخص الموقوف الذي ولد في عام 1980 يشتبه في انه هو المسؤول عن الاعتداء في منطقة "ليفالوا بيريت" في باريس حوالي الساعة الثامنة صباحا". وأعلن المصدر أنه "كان يقود السيارة التي كنا نبحث عنها وحاول الفرار.
وقد أكد رئيس الوزراء ادوار فيليب ان الشرطة القت القبض على المشتبه به فى الهجوم بينما كانت تتحدث امام النواب خلال وقت البرلمان. وقال المكتب فى بيان ان وحدة مكافحة الارهاب التابعة لمكتب المدعين العامين فى باريس بدأت تحقيقا فى "محاولة القتل في ما يتعلق بعملية ارهابية".
وتُعتبر "ليفالوا بيريت" واحدة من اكثر المدن امانا فى فرنسا حيث انها تضم مقر الادارة العامة للامن الداخلى وهى الوكالة الرئيسية لمكافحة الارهاب فى البلاد. وقد أنشئت المبادرة الأمنية في عام 2015 في أعقاب سلسلة من الأعمال الوحشية التي ارتكبها تنظيما "داعش" و"القاعدة". وقال تييري تشاب، وهو شاهد عيان على هجوم الأمس: "سمعت حادث تحطم ضخم واعتقدت أنه صوت سقوط السقالات، ثم رأيت جنودًا متناثرين على الأرض ".
وذكر مسؤولون في الشرطة الفرنسية ان أناسًا شاهدوا سيارة "بي ام دبليو" ذات لون غامق مع شخص بالقرب من مبنى يستخدم لجنود قوة امن "سنتينيل" التي تم تشكيلها بعد هجمات باريس الارهابية فى عام 2015. واضافوا ان السيارة اتجهت مسرعة الى المجموعة بينما كانوا يغادرون ثكنتهم. ووصف شهود العيان المشاهد المروعة للجنود المصابين على الارض والقوات التي تطارد السيارة السريعة.
وقالت نادية ليبرهون انها كانت مفاجأة بسبب تحطمها الصاخب خارج في ضاحية ليفالو بيريت في باريس، وهرعت الى الخارج وشاهدت جنديين ملقيين على الارض. وركض جنود آخرون خلف السيارة المسرعة، وهم يهتفون اتبع تلك السيارة! وقد شهد جان كلود فيلانت، المقيم في مبنى سكني يقع مباشرة فوق مكان الحادث، جزءا من الهجوم.
وقال:"سمعت صوت ضجيج عالٍ، وبعد فترة وجيزة، رأيت أحد المصابين بجروح خطيرة أمام سيارة "فيجيبيريت" (دورية تابعة للجيش) وآخر خلفها يتلقى العلاج ". وقال رئيس بلدية "ليفالو بيريت" باتريك بلقاني ان الحادث "كان بلا شك متعمدا". وقال البلقاني لقناة "بي في ام" التلفزيونية: "إنه عمل عدواني شنيع. وأشار السيد بلقاني الى أن سائق سيارة بي ام دبليو "كان قد وضع نفسه في الزقاق (حيث توجد الثكنات) وخرقها.
وأدانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي الهجوم بأنه "عمل جبان". وقالت في بيان لها ان الحادث "لن يؤثر شيئا على عزم الجنود على العمل من أجل امن الشعب الفرنسي". يذكر ان "ليفالو بيريت" موطن لاجهزة الاستخبارات الرئيسية في فرنسا ونقطة انطلاق للجنود المكلفين بحماية المواقع البارزة بعد الهجمات الاخيرة. وقال المتحدث باسم المجلس المحلي ديفيد كزافييه فايس ان الهجوم وقع عندما سلمت دورية ليلية مكونة من ثلاثة جنود مهامهم الى دورية يومية من نفس العدد. وقال السيد فايس إن تخطيط الشارع قد منع الشخص من إصابة المزيد من الناس. وقد تم الآن إنشاء محيط أمني حول المنطقة، حيث تم إخلاء المحلات التجارية والمنازل، واغلاق حديقة محلية.
وفي كانون الثاني / يناير 2015، قام شقيقان تعهدا بالولاء لتنظيم "القاعدة" بقتل 12 شخصا في أسبوع شارلي ابدو الساخر في باريس. وفي تشرين الثاني / نوفمبر من ذلك العام، قتل نحو 130 شخصا في موجة من حوادث إطلاق النار والتفجيرات في باريس، وهي مجزرة أعلن تنظيم "داعش" القيام بها. وتشهد فرنسا حالة طوارئ منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2015 وشهدت سلسلة من الهجمات على قوات الشرطة التي استهدفت بانتظام، ولا سيما تلك التي تحرس المواقع السياحية الرئيسية.
وفي يوم السبت، تم اعتقال شاب يبلغ من العمر 18 عاما ولديه تاريخ من المشاكل النفسية في برج "ايفل" بعد أن كان يحمل سكينا ويصرخ "الله أكبر" . وقال في وقت لاحق للمحققين انه يريد قتل جندي. وفي شباط / فبراير، هاجم رجل مسلح أربعة جنود كانوا يقومون بدوريات في متحف اللوفر في باريس، بينما قام متطرف آخر في نيسان / أبريل بإطلاق النار على شرطي على الشانزليزيه وقتله. وفي يونيو / حزيران، هاجم طالب دكتوراه يبلغ من العمر 40 عاما، وكان قد أعلن ولاءه لتنظيم داعش، شرطي بمطرقة خارج كاتدرائية نوتردام. جدير بالذكر أن فرنسا جزء من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يقاتل تنظيم "داعش"، كما شنت ضربات جوية ضد الجماعة المتطرفة في سورية.