الرباط - المغرب اليوم
حركية كبيرة تعرفها المعابر الحدودية بثغريْ سبتة ومليلية المحتلين في الأيام الأخيرة، بفعل تنامي تدفقات الهجرة غير النظامية بعد فترة طويلة من “الهدوء النسبي” الذي خيم على المناطق الحدودية بعد الأحداث العنيفة التي وقعت بمعبر “باريو تشينو”.
وأحبطت السلطات العمومية هجوماً جماعيا جديدا لقرابة 300 مهاجر إفريقي على باب سبتة المحتلة، فيما استمرت العمليات التمشيطية للغابات المجاورة ضواحي الفنيدق إلى وقت متأخر من يوم السبت الماضي، وذلك بهدف الحيلولة دون تدفق المزيد من المهاجرين السريين.
وأشار مصدر مطلع لهسبريس، في هذا الصدد، إلى تسجيل إصابات في صفوف القوات العمومية والمهاجرين على حد سواء، خلال هذه العملية التي عرفت استنفار كافة الجهات المعنية لتنفيذ إجراءات البحث والاستماع للمهاجرين السريين الذين تم توقيفهم بتنسيق مع النيابة العامة المختصة بتطوان.
وأوقفت السلطات العمومية، قبيل أسبوعين تقريبا، شبكة إجرامية بمدينة وجدة كانت تحضّر لتنظيم عملية للهجرة غير الشرعية عن طريق تسلق السياج الفاصل بين مدينتي الناظور ومليلية، ليتم القيام بعمليات تفتيش واسعة أدت إلى حجز مجموعة من المبالغ المالية وجوازات السفر المزورة.
وفي هذا الصدد قال محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إن “دينامية الهجرة غير نظامية التي تعرفها السواحل الشمالية للمغرب خلال الأسابيع الأخيرة، سواء في اتجاه جنوب إسبانيا أو في اتجاه مدينتي سبتة ومليلية، يمكن إرجاعها إلى ما تسمى عوامل الدفع المتمثلة في التدهور الاقتصادي والاجتماعي خلال فترة ما بعد كورونا”.
وأضاف بن عيسى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الوضعية الاجتماعية للمواطنين تعمقت أكثر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة، ناهيك عن فقدان الإحساس بالأمل لدى الشباب في المستقبل”، مبرزاً أن “عوامل الجذب مازالت قائمة، فهناك استمرار لمخيال جماعي لدى المهاجرين غير النظاميين بأن أوروبا مازالت الفردوس الذي تتحقق فيه كل الأحلام”.
وواصل المتحدث شارحاً بأن “العوامل الأخرى مرتبطة بالسياق، إذ إن هناك تمثلات لدى المهاجرين بأن نهاية السنة يتم فيها تخفيف الإجراءات الأمنية من طرف عناصر الحرس المدني الإسباني، أو وكالة فرونتكس لمراقبة الحدود، بسبب الإجازات السنوية”.
قد يهمك ايضاً