واشنطن ـ يوسف مكي
تحوَّلت أنظار العالم والمهتمين باستكشاف الفضاء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في وقت سابق من هذا العام، عندما أعلنت عن خططها لبناء مدينة صغيرة على سطح المريخ في القرن المقبل. ومنذ ذلك الحين أطلق المسؤولون الاماراتيون تفاصيل قليلة حول المشروع الذي يُعدّ جزءًا من برنامج وطني سيستمر 100 عام لفهم الكوكب الأحمر بشكل أفضل.
ووفقًا لموقع "ديلى ميل" البريطاني، فقد قال أحد الشخصيات الرئيسية العاملة على هذا المشروع، إن دولة الإمارات العربية المتحدة مستعدة للانضمام إلى "سباق الفضاء الجديد" وأن الشباب العربي سيقود البعثة. وأعلن سعيد الجرجاوي، مدير برنامج الفضاء في الإمارات والذي يحمل اسمًا رمزيًا هو "Mars 2117" في "مركز محمد بن راشد للفضاء" خلال مشاركته في مؤتمر Humans to Mars الذي عقد في العاصمة الأميركية واشنطن، أنهم يؤمنون بأن العالم على أعتاب عصر جديد من الاستكشاف، وهناك سباق فضائي جديد يؤثر حرفيًا على كل إنسان على الأرض.
وأوضح الجرجاوي طموحات دولة الإمارات العربية المتحدة في دخول السباق مع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة "ناسا" الأميركية وغيرهما، وقال إن بلاده تخطط للتعاون مع عدة كيانات تجارية ووطنية لبناء المستعمرات على كوكب المريخ. وعلى الرغم من أنه لم يقدم تفاصيل عن هذه التعاونات، إلا انه من المرجح أن تشارك الإمارات وكالة "ناسا"، حيث سبق وأعلنت الوكالة الأميركية أنها ستعمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة على المساعي الفضائية التي تحمل مصالح مشتركة.
في يونيو/حزيران 2016 أعلنت الوكالة أنها ستعمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة على المساعي الفضائية، وذكرت على وجه التحديد مصلحتهم المشتركة في المريخ. وقال خليفة الرميثي رئيس هيئة الإمارات للفضاء: ان "الإمارات العربية والولايات المتحدة الأميركية حليفتان مسديمتان ولهما علاقات اقتصادية وثقافية ودبلوماسية عميقة". وأضاف:"نحن في وكالة الفضاء الإماراتية نرحب ترحيبًا كبيرا بالتعاون مع الولايات المتحدة والعمل مع ناسا في مجالات الطيران وعلوم الفضاء والاستكشاف السلمى للفضاء الخارجى نحو الهدف المشترك المتمثل في تعزيز الجنس البشري".
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة عن اهتمامها في البناء في المريخ في قمة الحكومة العالمية في فبراير/شباط الماضي بحضور ممثلي 138 حكومة، وأظهرت خططًا للمساعدة في نقل الناس إلى الكوكب الأحمر خلال العقود القليلة المقبلة، لكنها تكتمت طوال تلك الفترة عن تفاصيل المشروع.
وتم الكشف عن مشروع "المريخ 2117" من قبل حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، اللذين شرحا أن المشروع سيستكشف كيف يمكن للناس الوصول إلى المريخ وإنتاج الغذاء والطاقة على الكوكب الأحمر، وتم تقديم عرض افتراضي عن رؤيتهم وفقا لـ "غولف نيوز".
وقال الشيخ محمد بن راشد : إن هبوط الناس على كواكب أخرى كان حلمًا طويل الأمد للبشر، وهدف الإمارات هو قيادة الجهود الدولية لجعل هذا الحلم حقيقة واقعة، خاصة أنها تحتل المرتبة التاسعة بين أهم دول العالم للاستثمار في علوم الفضاء. وأضاف: "أصبحت دولة الإمارات جزءًا من الجهود العلمية الإنسانية الحيوية لاستكشاف الفضاء وتقديم المساهمات العلمية للمعرفة الإنسانية، ومع إطلاق هذا المشروع، نبدأ رحلة جديدة تستمر لعقود مقبلة، وسوف تساعد البشرية لاستكشاف الكواكب الأخرى."
وذكر موقع "الديلي ميل"، ان معدل النجاح الدولي في بعثات المريخ منذ الستينات أقل من 50 % ، وحققت ناسا أعلى نسبة نجاح حوالي 70 %، حيث ارسلت 21 بعثة إلى المريخ منذ الستينات وقد نجحت جميع البعثات باستثناء 6. واضاف الموقع انه منذ مئات السنين وحتى منتصف القرن الثالث عشر، شهدت التطورات الإسلامية في العلوم والتكنولوجيا عصر ذهبي، لكنها تراجعت فيما بعد.
وقال حاكم إمارة أبوظبي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إن وصولنا إلى كوكب المريخ يمثل دخول العالم الإسلامي إلى عصر استكشاف الفضاء. واستكمل الموقع إلى أن العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل الجزائر وتونس ومصر وتركيا وإندونيسيا وباكستان وإيران لديها بالفعل وكالات أو برامج الفضاء، كما كان هناك العديد من رواد الفضاء المسلمين من جميع أنحاء العالم، وأصبح الأمير سلطان بن سلمان أول مسلم وعربي يسافر إلى الفضاء في عام 1985، وفي الوقت نفسه، أصبحت مصر أول دولة عربية تطلق قمرًا صناعيًا للاتصالات خاصًا بها في عام 1998، ما أدى إلى إحداث تحول كبير في المشهد الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة