الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
زيمبابويون يطالبون بالتخلي عن روبرت موغابي

هراري ـ عادل سلامه

عندما استيقظ شمشون تيكيرا على الأخبار الصادمة على الراديو صباح الأربعاء، بأنَّ الرئيس روبرت موغابي قد اُعتقل هو وزوجته غريس، شهق الرجل العادي من شدة لفرحة،  ويقول: "قفزتُ في الهواء وصحت بأعلى صوتي: "لقد دمرت عائلة موغابي بلادنا وجعلونا بلا مأوى وجوعى".

وبصرف النظر عن الزمرة الصغيرة الغنية التي نمت بشكلٍ كبير مؤخرًا، فإنَّ معظم سكان زيمبابوي البالغ عددهم 16 مليون شخص عانوا شخصيًا من شرور حكم موغابي الذي دام 37 عامًا - سواء تعرضوا للقتل أو الاعتداء من قِبل البلطجية، كما كان يتم الاستيلاء على المزارع والشركات، وتدمر المنازل، وكانت المستشفيات والمدارس تنهار فضلًا عن تراجع متوسط ​​العمر المتوقع للفرد، وأصبحت عملتهم بلا قيمة حتى أنَّه في لحظة واحدة كان الـ500 تريليون دولار زيمبابوي تساوي جنيه إسترليني.

ويعتبر تيكيرا وأسرته ضحايا مباشرة للأسرة الحاكمة، وقال "انظروا كيف نعيش"، بينما كان يجلس القرفصاء مع زوجته أغنيس وأطفاله الصغار، وهم، شانتال، وبرايس وباردي، على الأرض الموحلة بجوار منزلٍ بسقفٍ من القش، وقال: "كنا نملك منازل سليمة حتى جاءت غريس"، مشيرًا إلى كومة من الطوب المحطم بجانب كوخ من غرفة واحدة حيث ينامون ويحتفظون بمخزونهم الصغير من الحبوب تحت صفائح من البلاستيك.

وعاشت العائلة في مزرعة أرنولد في "مازو"، وهي بقعة خلابة شمال هراري، منذ عام 2000 مع 320 عائلة أخرى، وفي صباح أحد الأيام في عام 2012، جاءت الشرطة المسلحة بالكلاب لهدم منازلهم، وقالت أغنس: "قالوا لنا اخرجوا من هنا، هذا المكان يتبع الآن السيدة الأولى"، وكانت غريس موغابي قد استولت على مزرعة قريبة حيث قامت ببناء قصر لها، كما قامت ببناء دار للأيتام. وحينها أرادت أرضهم لبناء مزرعة للعب، وقال تيكيرا "لم نفعل شيئًا، ماذا يمكننا أن نفعل؟"

وأصاف تيكيرا: "إنَّ مشكلتنا الرئيسية هي طعامنا الذي سيُدمر بسبب المطر"، ويعتبر من إحدى تركات موغابي في البلد الذي كان في السابق سلة طعام أفريقيا؛ إذ كان يُوفر الغذاء لجيرانه، هو أنَّ لديه الملايين على وشك المجاعة، ويعد الماء الساخن هو الإفطار الصباحي لعائلة تيكرا، وهناك عدد قليل من الدجاج تنقر على أقدام الأطفال بينما يتشاركون الطعام في وعاء من عصيدة سادزا، وهي الوجبة الوحيدة في اليوم، وقبل بضعة أشهر، قيل لهم إنَّهم لا يستطيعون الصيد في سد مازوي القريب، وهو أحد أكبر السدود في البلاد، حيث استولت على ذلك غريس موغابي أيضًا.

وفي حين أن زمبابوي تُعاني مثل هذ الجوع، فإنَّ ابنها الأكبر، راسل غوريرازا، 33 عامًا، من زواجها الأول، ظهر بسيارتي من ماركة "رولز-رويس" في هراري في سبتمبر/أيلول الماضي. وفي الشهر نفسه اشترت هي سيارة "رولز رويس جوست" بمبلغ 440 ألف دولار أميركي في جوهانسبرغ، ومن فترةٍ قصيرة اشترت قصرًا بـ3 ملايين جنيه إسترليني.

ويذكر ديني بوي، 57 عامًا، والذي يعيش أيضًا في مزرعة أرنولد: "إنَّ موغابي لم يفعل شيئًا لشعب زيمبابوي، وعزز فقط سلطة أسرته، وربما الآن سيتوقف ذلك"، ولكن بعد أربعة أيام من الاستيلاء العسكري على البلاد، لم يكن موغابي قد ذهب بعد. وقال أينوك موشوروا، 73 عامًا، رئيس القرية "لا يمكننا الاحتفال حتى الآن، فنحن ننتظر الضربة الأخيرة".

فهم ليسوا الوحيدون الذين ينتظرون ذلك، وكان يعتبر أنَّ زيمبابوي تمر بانقلاب هادئ للوصول إلى هدفها، وبدأت عملية الاستيلاء في نحو الساعة الثانية من صباح الأحد، عندما حاصر الجنود قصر موغابي، المعروف باسم "البيت الأزرق" حيث أن سقفه مصمم بالبلاط الصيني، ويقال أنَّه يحتوى 25 غرفة وبحيرتين.

ومن بين المعتقلين الأخرين من المؤيدين الرئيسيين لغريس موغابي كان جوناثان مويو، وزير التعليم العالي، وسافيور كاسوكوير، وزير الحكم المحلي والمفوض الوطني للحزب، واغناتيوس تشومبو وزير المال، وزعمت وسائل الإعلام الحكومية أنَّه تم العثور على 10 ملايين دولار في منزل تشومبو، ولم يشاهد أي من المعتقلين منذ ذلك الحين، ويعتقد أنهم محتجزون في ثكنات في شمال هراري.

وفي الساعة 4 صباحًا، ظهر المتحدث باسم الجيش على التلفزيون الرسمي في زي موحد لقراءة بيان من قائد الجيش كونستانتينو شيوينغا، وأضاف إنَّ الجيش يسعى إلى "تهدئة الوضع المتدهور، الاجتماعي والاقتصادي" ويصر على إن موغابي وعائلته في مأمن.

وأضاف المتحدث الرسمي:"إننا نستهدف فقط المجرمين من حوله الذين يرتكبون جرائم تسبب معاناة اجتماعية واقتصادية في البلاد من أجل تقديمهم للعدالة"، ونفى أن يكون ذلك انقلابًا، على الرغم من أنه يبدو بالتأكيد كذلك، حيث تُحيط الدبابات بالبرلمان، ومبنى الرئاسة والمطار. ويبث تلفزيون الدولة والراديو الموسيقى الوطنية.

ودعي الملحقون العسكريون الأجانب إلى مقر قيادة الدفاع للإحاطة الإعلامية بأنه ليس انقلابًا، وفي وقت لاحق تم استدعاء السفراء إلى وزارة الخارجية حيث يجلس السكرتير الدائم بين جنرالات الجيش وقال مرة أخرى إنَّه ليس انقلابًا.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصابة 18شخصاً خلال تدافع نحو الملاجئ بعد إطلاق صفارات…
مجلس الحكومة المغربية يُصادق على 4 مشاريع مراسيم أبرزهم…
حماس تعلن تأجيل اتفاق غزة بسبب شروط إسرائيلية والطرفان…
الأمن الروسي يحبط مؤامرة أوكرانية لقتل ضباط كبار وعائلاتهم…
اطلاق عملية أمنية غرب سوريا لملاحقة "ميليشات الأسد" عقب…

اخر الاخبار

دور فاعل وحيوي للمغرب في الاتحاد الإفريقي سنة 2024…
إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات في ميناء طنجة المتوسط…
مُباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية
الحكومة المغربية تُصادق على تُعين المهندس طارق الطالبي مديراً…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

البرازيلي فينيسيوس جونيور يُتوج بجائزة غلوب سوكر لأفضل لاعب…
المغربي أيوب الكعبي ضمن قائمة أفضل هدافي الدوريات الأوروبية
محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

قصف إسرائيلي لوسط بيروت ونتانياهو يتوعّد بإستمرار عدوانه و…
قصف إسرائيلي مدفعي عنيف يُطال مستشفى كمال عدوان في…
تركيا تنفي الأنباء المتداولة بشأن استضافة قيادة "حماس" عقب…
تجدد القصف الإسرائيلي على الليطاني ولبنان يتمسك بموقفه الرافض…
هوكستين إلى بيروت الثلاثاء لبحث وقف إطلاق النار و"حزب…