دمشق ـ نور خوام
قصفت القوات الحكومية السورية ريف حماة الشمالي، مستهدفة مناطق في بلدة اللطامنة، ما أسفر عن أضرار مادية، فيما تعرضت أماكن في قرية حربنفسه الواقعة أقصى جنوب حماة، لقصف من قبل القوات الحكومية السورية، ولا معلومات عن خسائر بشرية. وجرت عملية تبادل إطلاق نار بالرشاشات المتوسطة والثقيلة في محور سحم الجولان بمنطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف، و”جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم "داعش" من طرف آخر، فيما قتل شخص تحت التعذيب داخل المعتقلات الأمنية التابعة لالقوات الحكومية السورية، عقب اعتقاله منذ نحو 4 أعوام.
وتم توثيق استشهاد رجلين اثنين جراء انفجار ألغام بهما في مدينة الرقة اليوم الـ 21 من شهر كانون الأول / ديسمبر الجاري/ ليرتفع إلى نحو 50 مدنياً بينهم 12 طفلاً ومواطنة، عدد من ممن فارقوا الحياة جراء انفجار ألغام بهم داخل المدينة خلال تنقلهم فيها، أو محاولتهم العودة إلى منازلهم، منذ حوالي شهر في المدينة التي تتواصل فيها عمليات التمشيط من قبل فرق نزع الألغام التابعة لقوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في أواخر تشرين الأول / أكتوبر، من العام الجاري 2017، أن فرق إزالة ألغام تابعة لقوات سورية الديمقراطية وفرق تابعة للتحالف الدولي ولجهات غربية، أوقفت عملها مؤقتاً في المدينة.
وجاء ذلك بعد إصابة عناصر أجانب من فرق هندسة الألغام وفقدان عناصر آخرين لحياتهم، جراء انفجار الألغام بهم، وأوضحت المصادر للمرصد، أن توقف عملية إزالة الألغام مرده هو البحث عن آلية مختلفة لإزالة الألغام، بشكل لا يوقع خسائر بشرية في صفوف عناصر فرق إزالة الألغام بمدينة الرقة، إذ تشهد المدينة دماراً وصل لأكثر من 80% من مساحة المدينة، التي شهدت قتالاً ومعارك عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي من جهة، وتنظيم “داعش” من جانب آخر، استمرت منذ الـ 6 من حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2017، وحتى الـ 17 من تشرين الأول / أكتوبر من العام ذاته، تاريخ خروج آخر دفعة من عناصر تنظيم “داعش” من مكان تحصنهم داخل المدينة، كما كان التنظيم قام بعملية زرع ألغام بشكل مكثف في المدينة وأطرافها.
واستهدفت القوات الحكومية السورية مجدداً مناطق في غوطة دمشق الشرقية، حيث سقطت 5 قذائف أطلقتها القوات الحكومية السورية على أماكن في أطراف بلدة عين ترما، ونشر المرصد السوري منذ ساعات، أنه رصد قيام طائرة استطلاع باستهداف مناطق في أطراف مدينة زملكا الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، والتي تعد معقل فيلق الرحمن، حيث ألقت الطائرات قنابل سقطت على المدين وأطرافها، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، كما كانت تعرضت مناطق في بلدات النشابية والزريقية بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية، لقصف من قبل القوات الحكومية السورية، ما أسفر عن أضرار مادية، دون أنباء عن إصابات، فيما فتحت القوات الحكومية السورية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بساتين بلدة كفربطنا، الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، ما تسبب باستشهاد مزارع كان يعمل في أرضه، ليرتفع إلى 214 مدنياً في غوطة دمشق الشرقية، بينهم 50 طفلاً دون سن الثامنة عشر و25 مواطنة فوق سن الـ 18، و4 من عناصر الدفاع المدني، عدد الشهداء الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 14 من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي من العام 2017، وحتى يوم الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الجاري.
إذ وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 129 مدنياً بينهم 24 طفلاً و15 مواطنة، جراء الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مدن وبلدات دوما وحرستا ومديرا ومسرابا وحمورية وعربين وعين ترما ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية، بينما وثق المرصد استشهاد 85 مواطناً بينهم 26 طفلاً و10 مواطنات، جراء القصف بقذائف المدفعية والهاون والدبابات، والقصف بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، على مدن وبلدات كفربطنا وزملكا وعين ترما ودوما وعربين وحرستا وجسرين وسقبا وبيت سوى والنشابية وبيت نايم ومناطق أخرى من الغوطة، في حين تسبب القصف على مدار شهر متواصل، في وقوع مئات الجرحى، إذ وثق المرصد السوري أكثر من 730 جريحاً، بينهم عشرات الأطفال وعشرات المواطنات، وبعضهم تعرض لإعاقات دائمة أو عمليات بتر أطراف، بينما لا يزال البعض الآخر يعاني من جراح خطرة، مع نقص في الكوادر الطبية وقلة الأدوية وانعدام بعضها
ويسود الهدوء الحذر محاور القتال في الريفيين الشمالي الشرقي الحموي والجنوبي الشرقي الإدلبي، وسط غياب للطائرات الحربية من سماء المنطقة منذ مغيب شمس اليوم وحتى اللحظة، وأنه لا يزال القتال مستمراً بشكل عنيف بين القوات الحكومية السورية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، على محاور في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، إثر استمرار القوات الحكومية السورية في هجومها العنيف على منطقتي المشيرفة وتل مقطع بالقرب من بلدة أبو دالي المهمة، وتترافق الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية السورية والفصائل وتحرير الشام، مع قصف مكثف استهدف مواقع الأخير ومناطق سيطرته، وتسعى القوات الحكومية السورية مستميتة للسيطرة على المنطقة، وتوسيع نطاق سيطرتها داخل ريف إدلب، وتقليص سيطرة الفصائل وتحرير الشام فيه
ونشر المرصد السوري أنه أنهى تجدد الغارات الجوية والقصف البري هدوء ريف حماة الشرقي وجنوب شرق محافظة إدلب، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ الطائرات الحربية غارات مستهدفة قرى وبلدات المشيرفة وأبو دالي والرهجان، تبعتها عمليات قصف جوي مكثف صباح اليوم الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2017، طالت قريتي أم ميال والشاكوزية، بالتزامن مع غارات مكثفة طالت مناطق في الرهجان ومحيطها وأماكن أخرى في منطقة أبو دالي، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، على محاور في محيط قرية المشيرفة ومحيط منطقة أبو دالي، إذ تحاول القوات الحكومية السورية تحقيق تقدم مستعينة بقصف عنيف ومكثف على قرية المشيرفة، ومعلومات عن خسائر بشرية جراء القصف والاستهدافات المتبادلة والاشتباكات بين الطرفين، فيما استهدفت الفصائل مواقع لالقوات الحكومية السورية في قريتي أم تريكية وتل خنزير.
ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن، في صفوف القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، فيما وتسعى القوات الحكومية السورية إلى توسيع نطاق سيطرتها والتوغل أكثر في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بغية استعادة السيطرة على منطقة أبو دالي المهمة، والتي خسرها قبل أسابيع، والسيطرة على منطقة تل الأغر التي ستمكنها من رصد مساحة واسعة نارياً، فيما كان نشر المرصد السوري خلال الـ 48 ساعة الفائتة، أن عملية التثبيت السيطرة على تلة وقرية الأغر، ستمكِّن القوات الحكومية السورية من فرض حصار شبه كامل مع تنظيم “داعش”، على قريتي الضبيعية وعب الخزنة ومنطقة جبل حوايش، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، إذ لن يتبقى سوى ممر يوصل المنطقة المحاصرة ببقية مناطق سيطرة تحرير الشام، الأمر الذي قد يدفع مقاتلي تحرير الشام للانسحاب منها، تحسباً لوقوعهم في الحصار الكامل أو تعرضهم لهجمات من قبل التنظيم الذي يعمد لاستغلال الفرص لتنفيذ هجماته على المنطقة والسيطرة على أكبر عدد ممكن من القرى لإيجاد مساحة واسعة لسيطرته داخل الريف الحموي الشمالي الشرقي والتي يعمل من خلالها على التوغل إلى محافظة إدلب، التي طرد منها قبل أيام.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد دخول الاشتباكات بين تنظيم “داعش” وهيئة تحرير الشام، الشهر الثالث منذ بدئها، في الريف الشمالي الشرقي لحماة، في الـ 9 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2017، وأنهت الاشتباكات شهرها الثاني بتمكن تنظيم “داعش”، من دخول الحدود الإدارية لإدلب، بعد نحو 4 سنوات على طرده من المحافظة من قبل الفصائل المقاتلة والإسلامية” في مطلع العام 2014، حيث كان التنظيم في وقتها ينفذ عملياته تحت مسمى “تنظيم داعش في العراق والشام”، قبل إعلان “خلافته” في أواخر حزيران / يونيو من العام 2014، فيما تمكنت هيئة تحرير الشام من طرد تنظيم “داعش” من محافظة إدلب مجدداً، بعد أقل من 24 ساعة من دخول التنظيم لإدلب، حيث استعادت الهيئة المواقع التي تقدم إليها التنظيم في منطقة باشكون داخل الحدود الإدارية لإدلب، كما استعادت تحرير الشام السيطرة على قريتين، لتعاود تأمين حدود محافظة إدلب من دخول عناصر التنظيم إليها.