الدار البيضاء - جميلة عمر
أكد رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، أن الرؤية المغربية للعلاقات مع باقي البلدان الإفريقية وداخل المنظمات الإفريقية المتعددة الأطراف، تعكس سياسة عقلانية تفضل التعاون جنوب- جنوب، وتتطلع إلى تأهيل أفريقيا لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية وتمكينها من أخذ مصيرها بيدها.
وقال المالكي في كلمة خلال لقاء تشاوري في مقر المجلس مع سفراء وممثلي الدول الافريقية المعتمدين في الرباط، إن عودة المملكة المغربية إلى عائلتها المؤسسية الافريقية تعتبر تجسيدًا للشرعية، مادام المغرب من المؤسسين الأساسيين لمنظمة الوحدة الأفريقية، بقدر ما تعتبر تتويجا للجهد الملكي في ترسيخ الحضور المغربي في القارة الأفريقية وتتويجًا لتراكم في العمل الميداني، وفي مختلف الجبهات من أجل تمتين علاقات الثقة وبناء شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف مع الأشقاء الأفارقة
وأبرز في هذا السياق أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس أمام المشاركين في أشغال القمة 28 للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، سيظل وثيقة تاريخية مرجعية لمرحلة فاصلة في علاقة المغرب بباقي أشقائه وأصدقائه الأفارقة.
وعلى صعيد العمل البرلماني أكد المالكي أن ثمة حاجة إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البرلمانات الوطنية، خاصة من خلال مجموعات الصداقة البرلمانية التي ينبغي أن تشكل آليات مواكبة ودعم للعمل الحكومي وبين المجتمعات الأفريقية، داعيًا الى تجاوز الطابع التقليدي للتعاون البرلماني، عبر تبادل الخبرات والدعم التقني المتبادل وتنظيم الدورات التكوينية لفائدة أطر البرلمانات الوطنية وتبادل الإقامات البرلمانية، مع وضع شبكة لـمكتبات البرلمانات الوطنية وتبادل التجارب في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وأعرب عن استعدادا مجلس النواب المغربي لإفادة الأشقاء الافارقة بالتجربة التي راكمها، والاستفادة من خبراتهم، مؤكدا أن البرلمانات الوطنية الأفريقية وبرلمان عموم أفريقيا والاتحاد البرلماني الأفريقي، مدعوة الى الانتقال إلى أشكال جديدة من التنسيق والعمل في المحافل البرلمانية الدولية، من أجل إسماع صوت افريقيا أكثر والدفاع عن مصالحها
واعتبر أن انضمام المغرب إلى برلمان عموم افريقيا، يعد أحد مداخل مساهمة البرلمان المغربي في تطوير أعمال هذه المؤسسة القارية، أداء وإنتاجا من حيث الأدوار والحضور الدولي والتأثير في قرارات وتوجهات المجموعة البرلمانية الدولية وتمثلاتها، خاصة في ما له علاقة بإفريقيا تاريخا وحضارة وإمكانيات بشرية
وأجمع سفراء الدول الأفريقية المعتمدون في الرباط، على تثمين مبادرة عقد هذا اللقاء التشاوري، وأعربوا عن سرورهم وترحيبهم بعودة المغرب إلى عائلته الأفريقية الكبيرة التي لم يغادرها قط. كما اعتبروا أن هذه العودة تصب في مصلحة القارة الأفريقية، مؤكدين أن الممكلة كانت تضطلع دائما بدور مهم في تنمية القارة والدفاع عن مصالحها.
وأشاد السفراء كذلك، بالعمل الدبلوماسي الذي يقوده الملك محمد السادس في القارة الأفريقية وبجهوده في تمتين التعاون جنوب- جنوب، وفي تنمية القارة الأفريقية وتعزيز الأمن والاستقرار في ربوعه، معربين عن تطلعهم لتبادل التجارب والخبرات بين برلماناتهم والبرلمان المغربي الذي قطع أشواطًا مهمة في ترسيخ الممارسات الديمقراطية وفي تطوير قدراته الإدارية والتقنية.