الرباط - رشيدة لملاحي
أكد وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، بأن "المسيرة الخضراء هي ملحمة لاسترجاع الصحراء بطريقة سلمية، وهي سبب قبول إسبانيا للتفاوض والتوقيع على اتفاقية ثلاثية أدت الى استرجاع هذه الأقاليم، وبالتالي فالحديث عن المسيرة مايزال له دلالات سياسية وشعبية تحتاج دوما لمن يذكر بها".
وقال العثماني في تصريح خاص لـ"المغرب اليوم"، إن "الوجه الملحمي لحدث المسيرة الخضراء تمثل في سلميتها، حيث توجه أكثر من 350 ألف مغربي حاملين الأعلام الوطنية ونسخ القرآن الكريم لاسترجاع جزء من أرضهم، كما أنها "تعكس عبقرية الملك الراحل الحسن الثاني، لكونه فهم بأنه لا يمكن الدخول مع الجارة إسبانيا في عمل مسلح".
وعن استراتيجية المغرب في تدبير ملف الصحراء، أكد العثماني وزير الخارجية السابق في عهد حكومة عبد الإله بنكيران الأولى، بأن المغرب ينهج استراتيجيات مختلفة ومتعددة بحسب متغيرات السياسة الدولية وتطورات القضية، وقال: "صحيح أن المغرب في صحرائه وأن هذه نقطة قوة لصالح المغرب، وأن هناك انفصاليين وجهات تدعمهم، وبالتالي فالمعركة مستمرة"، مشيرًا الى أن المغرب كانت مقارباته متعددة بحسب متغيرات القوى الدولية.
القيادي في حزب "العدالة و التنمية"، أضاف أن المغرب اقترح سنة 2007 مقترحًا للحكم الذاتي للصحراء، وهو "مقترح حظي بدعم دول كثيرة رأت فيه حلا معقولا ورحبت به"، لذلك فالتوجه الآن هو "تبني سياسة إفريقية قوية والعودة للاتحاد الإفريقي والانفتاح على إفريقيا، وقد شجعه على ذلك تراجع مجموعة من الدول الإفريقية عن اعترافها بالإنفصاليين بسبب الاستقطاب الكبير الذي كان إبان الحرب الباردة، واليوم "عندنا 17 دولة إفريقية سحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية" لذلك فالمغرب في موقع قوة أكبر مما كان، فالمغرب فهم بأن إفريقيا هي واجهة للدفاع عن وحدة أراضيه".