الدار البيضاء - جميلة عمر
نظمت لجنة الوحدة الترابية والديبلوماسية الموازية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر العام لـ"حزب الاستقلال"، ندوة وطنية، بشأن موضوع "القضية الوطنية.. الرهانات والتحديات".
وحضر الندوة عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، وعبد الواحد الفاسي، ومجموعة من قيادات تنظيمات الحزب وهيئته وجمعياته الموازية التي شاركت وتفاعلت مع مضامين مداخلات مجموعة من الأساتذة والباحثين. وترأس أشغال هذه الندوة ماء العينين العبادلة رئيس لجنة الوحدة الترابية والديبلوماسية الموازية، بمشاركة خالد الناصري عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية.
وأضاف هيبة ماء العينين العبادلة في كلمته التقديمية، أن لقاء اليوم هو بمثابة رسالة لجميع المغاربة من أجل أن يكونوا جبهة واحدة، حول محمد السادس بهدف الدفاع عن القضية الوطنية، معتبرًا أن هذا هو موقف حزب الاستقلال، والذي سيتأتى من خلال تنشيط جميع القطاعات الحيوية. وأبرز هيبة أن حزب الاستقلال منذ الأزل وهو يعتبر قضية الوحدة الترابية للمملكة قضيته الأولى، والتي كان ولازال يدافع عنها، واليوم يجب على الجميع من أحزاب سياسية ومجتمع مدني التجند وراء الملك، من أجل الدود عن القضية الوطنية الأولى للمملكة، مسجلًا أن دخول المغرب لمنظمة الاتحاد الأفريقي هو بداية للعمل ولمعركة جديدة على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في أفريقيا.
وانصبت مداخلة الأستاذ محمد الصوفي بشأن موضوع "الوحدة الترابية: الواقع والأفاق"، وتناول السياق التاريخي للنزاع بشأن الصحراء المغربية في ارتباطه بالمؤسسات القارية، منظمة الوحدة الأفريقية سابقًا، و"منظمة الاتحاد الأفريقي حاليًا"، وفي إطار المقاربة المبنية على نظام الحكم الذاتي. وأشار أستاذ القانون الدولي إلى أن المغرب بعد مقترح الحكم الذاتي، انتقل إلى موقع الهجوم الذي تم توطيده بعد عودته إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، مشددًا على ضرورة التعامل الذكي مع وضع جيوسياسي جديد في القارة الأفريقية.
وتناول الكلمة الأستاذ خالد الناصري، بمداخلة تمحورت بشأن "دور الأحزاب السياسية في الدفاع عن القضية الوطنية"، وأكد أن قضية الوحدة الترابية في علاقتها بالأحزاب السياسية، هي قضية هوية وليست مسألة تعصب أو نزعة هيمنية، مبرزًا أن الأحزاب مطالبة بالتعامل مع القضية الوطنية كجزء من هوية أمة ودولة عريقة، ومن يستبعد هذا المعطى يرتكب أخطاءً جسيمة في تعاطيه مع هذا الملف، كما اعتبر الأستاذ الناصري أن أعداء الوحدة الترابية للمملكة، عندما يراهنون على الخلافات الداخلية خاصة بين الأحزاب السياسية فهم يراهنون على الفراغ، ولن يجدوا مسلكًا للتشويش على دفاعها ونضالها لصالح القضية الوطنية، مضيفًا أن الإجماع الوطني هو ما يختزل جوهر المقاربة المغربية في التعاطي مع ملف الصحراء المغربية، متابعًا أن المغرب لطالما كان بلد التعددية والاختلافات الطبيعية والنضالات من أجل الديمقراطية.