الرباط-المغرب اليوم
لم يستقر سكان منطقة كتامة على مخاطب واحد للعاصمة الرباط، في مسار سعيهم إلى تجويد مشروع قانون تقنين القنب الهندي؛ فقد أسست فعاليات مدنية تنسيقية جديدة، متهمة التنسيقية الأولى بخدمة “أجندات حزبية استقلالية”.وأثارت جولة “تنسيقية المناطق الأصلية للكيف” ولقاءها بمختلف الفرق البرلمانية انتقادات واسعة، بالعودة إلى تشكيلتها التي يتكون ثلثها من أعضاء منتمين إلى حزب الاستقلال، تقول مصادر مطلعة.واعتبرت المصادر ذاتها أن الصراع الجاري حاليا بين الطرفين ليس بجديد؛ فالسكان ذاقوا مرارات الفشل مع جميع أعضاء التنسيقيات، لكن النقطة التي أثارت غضبا عارما هي تكلف حزب الاستقلال بكافة مصاريف لجنة “المناطق التاريخية”، أثناء مقامهم بالرباط.وجاءت التنسيقية الجديدة باسم “بلاد الكيف”، وتبتغي دفع الملف بعيدا عن الأحزاب، والتداول فيه بين الهيئات المستقلة، يقول رضوان العزوزي، الفاعل المدني بمنطقة كتامة، مسجلا أن الملف المطلبي متشابه على العموم.
وأضاف العزوزي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن عمق الاختلاف يكمن في المسألة الحزبية، مشيرا إلى أن التنسيقية الجديدة تضم أطرا وباحثين وطلبة مستقلين، وزاد: “جميعنا أبناء مجالات الكيف، لكن الركوب السياسي مرفوض”.وأوضح الفاعل المدني ذاته أن المؤسسين الجدد يدافعون عن تحركات وأنشطة لها صبغة الاستقلالية، مؤكدا عزمهم التوجه صوب الرباط من أجل عقد لقاءات مع مختلف الفرق البرلمانية.من جهة أخرى، أورد العزوزي، أن الانشقاقات تبقى معطى سلبيا؛ لكن الهدف الرئيسي للاشتغالات الجديدة تبقى الدفع نحو التقنين وفق مصالح المنطقة وما يفيدها، ثم الدفاع عن تراث كتامة، وفي مقدمته عشبة “البلدية”.ويخوض سكان منطقة كتامة سجالات داخلية لتشكيل لجان توصل صوت مزارعي نبتة القنب الهندي، قبيل دخول تقنين “الكيف” لحظات الحسم الأخيرة في لجنة الداخلية بمجلس النواب.
ويتدارس السكان المحليون للمناطق التاريخية تكوين لجان تلتقي بمختلف الفرق والمجموعات البرلمانية، وتعرض وجهات نظر المزارعين المحليين في كتامة وشفشاون، قبل المصادقة على التقنين.وفجّر مطلب تقنين “الكيف” في مناطق الشمال والريف نقاشا واسعا بين نشطاء مغاربة بشأن الأقاليم المعنية بـ”قانون الرباط” والشرعية التاريخية لكل إقليم، إذ تطالب بعض الأصوات الحقوقية والمحلية في منطقة الريف بجعل محور “كتامة باب برد” أساسيا في أي إستراتيجية تهم منطقة الشمال.وتأتي المطالب ردا على توجه الدولة نحو اعتماد إقليمي وزان وشفشاون “محور الكيف” في المناطق الشمالية التي تتوفر على مساحات شاسعة من أجل الزراعة، فيما تعاني منطقة كتامة من ضيق المساحات الصالحة وصعوبة الظروف المناخية.
قد يهمك ايضا:
"القنب الهندي" يعمق عزلة "العدالة والتنمية" في المغرب
مطالب بتخصيص ميزانية سنوية لتنمية بلاد زراعة القنب الهندي المغربية