واشنطن ـ يوسف مكي
أطلق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، تغريدات غاضبة، استهدف خلالها منافسته السابقة هيلاري كلينتون، ووصفها بالمنافقة، لانضمامها إلى الدعوة التي أطلقتها جيل ستاين، لإعادة الفرز في ثلاث ولايات أساسية. وأكد فريق كلينتون، أنه سيكون جزءًا من إعادة فرز الأصوات، التي بدأتها ستاين في ولاية ويسكونسن، وستدعم إعادة فرز الأصوات في ميتشيغان وبنسلفانيا.
ورد ترامب على تحركات منافسته الديمقراطية بست تغريدات، قامت في الأساس على تذكيرها بتصريحاتها إبان حملتها الانتخابية، عندما وجهت له انتقادات لاذعة، بشأن عدم اعترافه بالهزيمة حال خسارته أمامها، إلا بعد إعادة فرز الأصوات. وقال ترامب في أول تغريداته إن هيلاري كلينتون اعترفت بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد أن أجرت اتصالًا تليفونيًا به، قبل أن يدلي بخطاب النصر، وذلك بعد أن أصبحت النتائج مؤكدة، وصار واضحًا أن شيئًا لن يتغير.
وبعد ساعة من تلك التغريدة، قام ترامب بكتابة ست تغريدات أخرى متتالية، استشهد خلالها بتصريحات كلينتون خلال المناظرة الرئاسية الثالثة فيما بينهم. وكان رد كلينتون على قوله بعدم الاعتراف بالنتيجة حال خسارته للانتخابات الرئاسية، "هذا أمر مرعب أنها ليست الطريقة التي تعمل بها الديمقراطية في الولايات المتحدة، والتي تتواجد منذ أكثر من 240 عامًا. يوجد لدينا انتخابات حرة ونزيهة". وأضاف في تغريدة أخرى نقلًا عن حديثها "لقد قبلنا النتائج من قبل عندما كانت لا تصب في صالحنا، وهذا هو الأمر المتوقع من قبل أي شخص يقف هنا في انتخابات عامة. لعلي أشعر بالفزع من وجود مرشح لأحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة متبنيًا لمثل هذا الموقف".
واقتبس كلمة أخرى لها أدلت بها في أحد الحشود الانتخابية التي تلت المناظرة، قائلة "إنه شيئًا مرعبًا بالفعل.. إنه رفض القول باحترام نتائج هذه الانتخابات، وهو أمر مرعب حقًا، لأنه يشكل تهديدًا مباشرًا لديمقراطيتنا". وأخيرًا اقتبس جزءًا من خطاب الهزيمة الذي أدلت به بعد خسارتها للانتخابات الرئاسية، عندما قالت "يجب أن نقبل النتائج والتطلع إلى المستقبل، دونالد ترامب سيكون رئيسنا ونحن مدينون له بعقل مفتوح وفرصة للقيادة".
وأكدت "ديلي ميل" أن انتقادات الرئيس الأميركي المنتخب لمنافسته، تقوم في الأساس على انتقاداتها لتصريحاته المتعلقة بالشيء نفسه قبل الانتخابات، وأنه أوضح خلال المناظرة الانتخابية الثالثة عدم اعترافه بنتيجة الانتخابات الرئاسية إذا ما لم يكن هو الفائز بها. وكرر ترامب الشيء نفسه أمام حشد من المؤيدين في ولاية أوهايو الأميركية، وكشف أنه يعدّ مؤيديه بل والشعب الأميركي بأكمله أنه سيعترف بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية فقط، إذا ما كان هو الفائز.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن تصريحات ترامب، كانت تعكس نيته بشأن اتخاذ الخطوات نفسها التي تتخذها كلينتون حاليًا في حالة خسارته، حتى إذا لم يكن هناك أي دليل على التزوير. وأوضحت الصحيفة أن دعوات ستاين، والتي انضمت لها كلينتون تأتي في أعقاب الرؤى التي طرحها عدد من الخبراء حول احتمالات تزوير النتيجة في ولايات ويسكونسن، ميشيغان وبنسلفانيا من خلال بعض القراصنة الإلكترونيين، والذين تدخلوا من أجل إسقاط كلينتون.
واتهم ترامب، ستاين من قبل بمحاولة ملء خزائن كلينتون بالمال، من خلال دعوته إلى إعادة فرز الأصوات من جديد. وأضاف "الانتخابات انتهت ومازالوا يتحدثون. هيلاري كلينتون نفسها اعترفت بالهزيمة عندما هنأتني بالفوز في خطابها، الذي أعقب إعلان النتائج، وبقولها أنه ينبغي قبول النتيجة والتطلع نحو المستقبل، وبالتالي لا مجال للحديث مجددًا عن الانتخابات ونتائجها في اللحظة الراهنة".
وتابع "أنها فقط محاولة من قبل جيل ستاين، والتي لم تتمكن من تحقيق نسبة 1 في المائة من الأصوات في كل أنحاء الولايات المتحدة خلال الانتخابات الأخيرة، بل وأنها لم تكن متواجدة في صناديق الاقتراع من الأساس في ولايات بأكملها لاستعادة قدرًا من البريق". وفي البداية لم يقدم الرئيس المنتخب على مهاجمة كلينتون، إلا أنه بمجرد انضمامها لحملة ستاين، تحول ترامب إلى توجيه الانتقادات اللاذعة لمنافسته السابقة وللحزب الديمقراطي الذي كانت تمثله، حيث قال أن تلك المؤامرة التي حاكها حزب الخضر انضم إليها الديمقراطيين المهزومين المحبطين.
وواصل حديثه "أن الديمقراطيين كانوا يدفعونه دفعًا نحو قبول النتائج حالة خسارته، إلا أن الأمر على ما يبدو لا ينطبق عليهم، حيث أنهم كانوا يظنون بالخطأ أنهم سيكونوا الفائزون إلا أن الأمر اختلف كثيرًا فاختلفت المواقف". وأما مساعد ترامب كيليان كونواي، فقد قال في تصريح له أن الديمقراطيين لا يمكنهم قبول الواقع بأي حال من الأحوال، فبعد دعواتهم المتواترة للسيد ترامب لقبول النتائج، اتضح أن هيلاري وفريقها وصديقتها الجديدة جيل ستاين لا يمكنهم قبول الحقيقة الواقعية. وأضاف "بدلًا من الالتزام بالتقاليد الديمقراطية العريقة في الولايات المتحدة اختاروا أن يضيعوا ملايين الدولارات لتقويض العملية الديمقراطية".
وكانت حملة كلينتون، أكدت في تصريحات لها أنها لم تقدم على طلب إعادة فرز الأصوات بنفسها، رغم تلقيها العديد من الدعوات لذلك، وذلك لأنها لم تتحصل على دليل من شأنه إثبات أي تلاعب في النتيجة، إلا أن الحملة ستضطر للمشاركة بعد أن بدأ بالفعل إعادة فرز الأصوات في أحد الولايات وذلك لمباشرة العملية بصورة عادلة. وستاين تقدمت بالطلب في إعادة فرز الأصوات في بعض الولايات يوم الجمعة الماضي، وأنها ستقدم مبلغًا يزيد عن ستة ملايين دولار من أجل إعادة فرز الأصوات في عدد من الولايات الأميركية، وهي الولايات التي حقق فيها ترامب الفوز بفارق كبير عن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وأوضحت ستاين أن آلية التصويت التكنولوجية تعرضت إلى هجوم إليكتروني من قبل مجموعة من القراصنة بهدف التلاعب في النتائج الانتخابية في ولايات بعينها، لتنتهي النتيجة في النهاية لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب.