لندن ـ سليم كرم
كشف زعيم حزب العمل البريطاني المعارض جيريمي كوربين، أنه لا يعتقد أن معاد السامية هي وصفه ممارسة إسرائيل العنصرية، في خطوة عمَّقت الخلافات مع المجتمع اليهودي، حيث دعا زعيم حزب العمل أمس الحزب إلى تبني بيان شخصي كان سيسمح للناشطين بوصف "إسرائيل أو سياساتها أو الظروف المحيطة بمؤسساتها كعنصرية".
لجنة حزبية ترفض بيانه
ولقيت دعوة جيرمي رفض كبير، حيث تم رفضه من قبل الهيئة الحاكمة للحزب، التي اختارت بدلا من ذلك قبول التعريف الدولي لمعاداة الساميةبشكل كامل مع الاعتراف بحق الفلسطينيين في حرية التعبير، وذلك وفقًا لما ورد في صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وأدانته الليلة الماضية على نطاق واسع الجماعات اليهودية، التي قالت "إنه من الواضح الآن أن "جيريمي كوربين جزء من المشكلة وليس الحل".
ويوضح تعريف "IHRA" الأصلي أن أي محاولة لحرمان الشعب اليهودي من حقه في تقرير المصير، أو وصف إنشاء إسرائيل على أنه "مسعى عنصري"، من المرجح أن يُنظر إليه على أنه معاد للسامية، ونفذتها الحكومة، وهيئة الادعاء الملكية، وأكثر من 100 سلطة محلية وتستخدم في 31 بلدا.
تسريب نسخة من مقترح كوربين
وهناك نسخة مسربة من تعديل السيد كوربين، سربت الليلة الماضية، وتوضح قوله "لا ينبغي أن يعتبر من معاداة للسامية وصف إسرائيل، وسياساتها أو الظروف المحيطة بمؤسساتها بالعنصرية، أو أيضا دعم تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
ولم ينف أحد المصادر العمالية المقربة من السيد كوربين أنه قدم الاقتراح الليلة الماضية، مضيفا أنه "حدد بعض التوضيحات والحماية" لضمان أن "حقوق الفلسطينيين أو مؤيديهم" لم تقوض"، وأضاف "لم يتم نقل ذلك بشكل رسمي، ولم يكن هناك تصويت على هذا البند من جدول الأعمال، فقد تم التوصل إلى قرارات بتوافق الآراء".
وقال المطلعين على شؤون الحزب "إن اقتراحه تم إلغاؤه بالكامل" بعد معارضة أعضاء اللجنة التنفيذية الوطنية، الذين اجتمعوا بعد ظهر أمس ليقرروا ما إذا كانوا سيعدلون تعريفهم لمعاداة السامية".
انتقادات إسرائيلية لكوربين
وأثار قرارهم رفض التعريف الدولي لحقوق الإنسان منذ ثلاثة أشهر نزاعا غاضبا شهده كوربن وحزب العمل الذي وجهت فيه اتهامات معادية للسامية، وترك الحزب على وشك الانشقاق، لكنهم وافقوا أمس على وجود انسداد كبير، مؤكدين أن جميع الأمثلة على معاداة السامية ستنفذ بالكامل.
وقالت جينيفر جربر مديرة منظمة أصدقاء العمل في إسرائيل "إنه لأمر مزعج ولكن من غير المستغرب تماما أن يعطي جيريمي كوربين الأولوية لذلك، فقد حارب من أجل معاداة السامية ليصف الدولة اليهودية الوحيدة في العالم بأنها عنصرية في اجتماع يُفترض أنه مكافحة لمعادة السامية، ومن الواضح الآن أن جيريمي كوربين هو جزء من المشكلة وليس الحل".