الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
تيريزا ماي تجتمع مع أعضاء الحكومة

لندن ـ سليم كرم

قدمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حكومتها إلى "لعبة الداما" في عام 2016، حيث أعلنت أمام الكاميرات أن فريقها سيحقق نجاحا في عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن، الخميس، قالت إنها تأخذ وزرائها مرة أخرى إلى باكنغهامشاير على أمل تقرير كيف يحدث ذلك، وليس على الجميع الحضور، حيث أن فقط 10 الذين سيجتمعون مع السيدة ماي على "لجنة استراتيجية الخروج من الاتحاد الأوروبي والمفاوضات"، أما أولئك الذين لم يحضروا فقد يرون أنفسهم محظوظين، لأنهم سينجون من الاضطرار إلى التخاصم مع زملائهم على النقاط الدقيقة لما ينبغي أن يتبع في مستقبل المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وذلك لساعات طويلة.

ومن المقرر أن يكون هذا الاجتماع قمة مارثون، حيث الاجتماع من 2 إلى 10 مساء، واعترف ديفيد ديفيس، وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في وقت وسابق من هذا الأسبوع, أن الوزراء سيبقون سويا في غرفة طوال اليوم حتى يصلون إلى قرار، ولكن حتى هو لا يمكنه التظاهر بأن هذه القمة ستسفر عن اتفاق نهائي.

ومن السهل رؤية أسباب عدم قدرة دافيس على التفاؤل، وكان من المفترض أن يكون الوزراء قد وضعوا خطة للمملكة المتحدة بشأن علاقاتها المستقبلية المرغوبة في وقت سابق من هذا الشهر على مدى اجتماعين لمدة ساعتين، ولكن ما خرج من غرفة الاجتماعات كان بعيدا عن ذلك، وقال مصدر بعد اليوم الأول "يبدو أن مجلس الوزراء يبعد مليون ميل عن الاتفاق على موقف"، وقال آخر إنه "لا يبدو أن أي من الوزراء سيحول تفكيره وطريقه، في وقت قريب"، وتعتقد مصادر وايتهال أنه لا يوجد مناقشة حقيقية متعمقة، وقال مسؤول لصحيفة "بوليتيكو" إنه من بين الأشياء القليلة التي تمكن الجميع من الحصول على موافقة عليها، هو ضرورة وجود مكافأة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ولا يزعج الوزراء أنفسهم بمناقشة الخروج من الاتحاد من وراء الأبواب المغلقة، وخلص أحد أعضاء مجلس الوزراء إلى صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن بوريس جونسون، وزير الخارجية يلوح بذراعيه ويتحدث عن استعادة للسيطرة، وصرح وزير آخر لصحيفة "صنداي تايمز" أن كل من جونسون وهاموند "كانا يلوحان لبعضهما البعض" في هذه الاجتماعات، وأضاف "في كل مرة تسمع من بوريس ستسمع من فيليب، وفي كل مرة نسمع من فيليب نسمع بعد ذلك من بوريس".

وكافح المستشار فليب هاموند، لبناء دعم واسع النطاق لآرائه، ووصفت أحد المصادر اقتراح السيد هاموند في الحديث عن التحول المحتمل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه "أعطهم ما يريدون، ويمكننا التحرك فقط"، مشيرين إلى القول "لست متأكدا من أن هذا موقف تفاوضي قوي".

وقال المصدر إنه "كان متفائلا بشكل خاص" في نقطة أخرى، وربما كان يخشى من ما فعلته السيدة ماي بعد أن بدأت الإجراءات من خلال حث الوزراء على "تحقيق هدف مرتفع" و"جريء"، ولكن وزيرة الخارجية أمبير رود اتبعت ما قالته ماي، وتجنبت أن تكون سلبية. وهذا لا يعني أن السيدة ماي، التي ترأس اجتماعات مجلس الوزراء هذه، لديها قبضة قوية على الإجراءات، حيث قال وزير "إن استراتيجيتها الوحيدة هي الهراء، ومحاولة إبقاء الجميع سعداء"، وأضاف "ليس هناك أي معنى للاتجاه". واشتكى آخر من أن السيدة ماي تقول قليلا في هذه الاجتماعات، ثم يتم تقديم القرار النهائي لها في وقت لاحق كما لو كان الأمر الواقع.

وربما تشعر السيدة ماي أنها يجب أن تضع لمسة خفيفة على أمل أن حكومتها يمكن أن تصف نفسها عن طيب خاطر وراء موقف جماعي، وأي محاولة لإجبارهم على المخاطرة، قد يحتمل أن ترى معارضي خروج بريطانيا مثل السيد هاموند أو مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي مثل السيد جونسون غير قادرين على العمل سويا في حكومتها، وهذا لا يعني أنها لن تحاول توجيه وزرائها نحو اتجاه محدد، ومن المقرر أن تساعدها الخدمة الدبلوماسية البريطانية حيث يصل كبار المسؤولين إلى أوروبا في وقت لاحق من بعد ظهر اليوم، الجمعة، لاطلاع الوزراء على كيفية قيام الاتحاد الأوروبي بتقديم مقترحاته، ومحاولة لمواجهة ما تعتبره مطالبات مفرطة في التفاؤل من شخصيات مثل بوريس جونسون بشأن الصفقة التي يمكن تحقيقها.

وربما يغضب الأوروبيون من فكرة أن الدبلوماسيين، الذين كان عدد قليل منهم يريدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يضعف طموح المملكة المتحدة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن سيكون مفيدا أن يكونوا في غرفة واحدة لسبب آخر، ويتعين على الوزراء أن يتذكروا أن عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا تنتهي بمجرد أن تقرر ما يريدونه، ولن يحدث ذلك إلا عندما يتفق الشركاء الأوروبيون على ما هو على الطاولة.

وإذا كان الوزراء بحاجة إلى مزيد من الوقت بعد قمة "تشيكرز"، قبل أن يتمكنوا من الموافقة على ما يجب على المملكة المتحدة أن تتبعه كمستقبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإنه يجعل من الصعب على المفاوضين البريطانيين التوصل إلى صفقة جيدة، وكلما طالت فترة صبر نظرائهم الأوروبيين، كلما قلت الرغبة في الاعتماد على سعيهم للتوصل إلى حل توفيقي.

وتراجعت المفوضية الأوروبية بالفعل عن حكمها بشأن ما يسمى بنهج "ثلاث سلال" الذي تتخذه المملكة المتحدة تجاهها، وما لم يبدأ الاتحاد الأوروبي بالتحرك ربما يهرب الوزراء. وهذا لا ينبغي أن يكون مفاجأة، كما قال جيمس ماتيس "الراهب المحارب" الذي يشغل الآن منصب وزير الدفاع الأميركي "لا تنتهي الحرب حتى ينتهي العدو" وهذا المبدأ ينطبق كثيرا على مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أيضا، سيكون هناك بلا شك الكثير من المسرحيات في لعبة الداما، ولكن السيدة ماي وفريقها لا ينبغي أن يتوقعوا الكثير من الثناء، بغض النظر عن مدى جرأة موقفهم النهائي، ولكن عليهم الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفر…
الحرس الثوري الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى تشكيل جيش…
منظمة حقوقية أميركية تتّهم إسرائيل و قتلها الأبرياء في…
إسرائيل تعلن مقتل ستة من جنودها بالتزامن مع موجة…
بايدن وترمب يلتقيان في المكتب البيضاوي للمرة الأولى منذ…

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تُعزز قطاع الدفاع الوطني بإعفاءات ضريبية جديدة
بوريطة يُؤكد أن وزارة الخارجية ساهمت في تطور التجارة…
اتهام موظف أميركي بتسريب خطط إسرائيل لضرب إيران
مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

التونسيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ثالث…
إسرائيل تدرس صفقة تفضي لإطلاق سراح الرهائن والسماح بخروج…
الجيش الإسرائيلي يُعلن بدء عملية عسكرية في جباليا شمال…
غوتيريش يدعو إلى إنهاء أعمال العنف في فلسطين ولبنان…
الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء يعربُون عن تشبثهم…