الدار البيضاء - جميلة عمر
أكد مجموعة من الخبراء، السبت في طنجة، أن المغرب تبني سياسة فعالة وشاملة في مجال محاربة الإرهاب، مبرزين خلال جلسة نقاش بشأن "الإرهاب العالمي: أي نموذج دولي للرد على التهديدات العابرة للحدود" في إطار الدورة العاشرة لمنتدى ميدايز، أن المغرب حقق منجزات مهمة في ذلك مجال بفضل إستراتيجيته الشاملة التي تأخذ بعين الاعتبار مختلف جذور هذه الآفة، التي تشكل تهديدًا جديًا للعالم.
في هذا السياق، اعتبر رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، محمد بنحمو، أن المغرب وضع إستراتيجية تقوم على ثلاثة ركائز أساسية تتمثل في الحكامة الأمنية، والتنمية البشرية للقضاء على أسباب الإرهاب الاجتماعية، وإعادة هيكلة الحقل الديني، بهدف تفكيك الخطاب المتشدد والتصدي لاستغلال النصوص الدينية "تكوين الأئمة، تأهيل دور العبادة".
وفي السياق ذاته، نوه الخبير بأهمية التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية من أجل رصد مختلف التهديدات الإرهابية ضمن هذه المقاربة التي أثبتت نجاعتها، مبرزًا أن "ما تعلمناه في المغرب، أنه يتعين العمل على المدى البعيد، لأننا أمام عدو عالمي يتعين أن يكون الرد عليه عالميًا"، مشيرًا إلى ضرورة "التعاون الدولي، الذي يعد أمرًا ضروريًا للتصدي لعدو لا يحترم الحدود ويتنقل بين الدول"، لافتًا إلى أنه لوحظ مؤخرًا أن "الإرهاب أصبح يرحل نحو مناطق جديدة بالعالم".
من جانبه، اعتبر الأمين العام لجمعية معاهدة الأطلسي، جايزون وايزمان، أن المغرب قام بعمل مهم في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، مبرزًا على الخصوص، جهود تكوين الأئمة ورجال القانون المتخصصين في هذا النوع من القضايا، مؤكدًا أن الدول مدعوة إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات للتمكن من مراقبة الإرهابيين ورصد تحركاتهم، بالإضافة إلى تشديد مراقبة الحدود.
ولفت متدخلون آخرون إلى أن اندحار تنظيم "داعش" لا يعني أن مستوى المخاطر الإرهابية بالعالم قد تراجع، مبرزين في هذا الصدد أن الدعاية المتطرفة على الإنترنت ما زالت نشيطة، كما أن ظاهرة عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب تلقي مزيدًا مع التحديات على عدد من البلدان.
وتميزت الجلسة بمداخلة رئيسة جمعية "عماد"، لطيفة بنزياتن، التي تطرقت إلى تجربتها الإنسانية كضحية وكفاعلة في مكافحة الإرهاب الذي حرمها من ابنها، عماد بنزياتن، مشددة على ضرورة مساهمة الجميع، سلطات ومواطنين، في مواجهة الإرهاب وتشجيع الشباب على الانفتاح والقبول بالآخر.