فاس ـ حميد بنعبد الله
يزور وفد هام من نادي قضاة المغرب، بدءً من الثالثة والنصف عصر الجمعة، المحكمة الابتدائية في مدينة صفرو، للتعبير عن تضامنه اللامشروط مع نائب وكيل الملك في المحكمة نفسها محمد الخليفي، الذي تعرض إلى اللكم والضرب من قِبل محام في هيأة المحامين في فاس.
ويترأس وفد قضاة النادي، رئيسه عبد اللطيف الشنتوف الذي يلقي كلمة تضامنية مع زميله الذي ضُرب من قبل المحامي نحو الرابعة عصر الثلاثاء 5 أيار/ مايو الجاري، في سلالم بين الطابقين الأرضي والأول في مقر المحكمة، أثناء استعداده للخروج ومغادرة مقر عمله، ما أدى إلى إصابته بجروح.
والتقى المحامي، نائب وكيل الملك خارجًا قبل أن يستفسره عن مآل موكله الذي ينوب عنه في ملف جنحي تلبسي، إذ أخبره باعتقاله وإصداره قرارً بإيداعه في السجن لخطورة الأفعال المنسوبة إليه، وعدم توفره على الضمانات القانونية لتسريحه، ما أغضب المحامي الذي لم يتمالك أعصابه.
ولكم المحامي نائب وكيل الملك، قبل أن يواصل اعتداءه عليه، وقبل توجهه إلى الطبيب المعالج الذي منحه شهادة طبية تثبت مدة العجز في 25 يومًا، وأرفق بها شكايته إلى الجهات القضائية المُختصة طلبًا لإجراء تحقيق مع المحامي، وإتخاذ المُتعين قانونًا، بعدما دخل وزير "العدل" والحريات على الخط.
جدير بالذكر أنّ تضامن نادي قضاة المغرب، ليس الأول من نوعه، بل سبق للمكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة أن أصدر بيانًا تضامنيًا مع القاضي محمد الخليفي، ندد فيه بالعمل الشنيع الذي تعرض إليه، واعتبره سابقة في إهانة الجسم القضائي، بل إهانة لكل مكونات العدالة التي يعتبر القضاء سمانها.
ورأت الودادية أنّ الاعتداء مساس بهيئة القضاء، وقدسيته التي رفعها دستور المملكة الأخير إلى مصاف السلط، إدراكًا منه لمكانتها وشأنها، مطالبة بالتدخل لحماية الجسم القضائي من مثل هذه الممارسات التي تُسيء إليه، وفتح تحقيق عادل ونزيه في حيثيات الحادث وظروفه وملابساته.