غزة ـ كمال اليازجي
لم يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وجود ترحيب حماسي أكثر مما كان عليه في الكونغرس الأميركي، الثلاثاء الماضي، فقد دخل وسط تصفيقٍ مدوٍ من الديمقراطيين والجمهوريين الداعمين له، وهو يلوح بيده وكأنه بطل قاهر.
لكن من الواضح أنَّ نتنياهو وبكل تأكيد وبشكلٍ مقصودٍ يتحدى سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما الخارجية، لاسيما بشأن الاتفاق النووي الإيراني.
نتنياهو لم يعرض أي حل بديل بل أنه وضع شروطًا جديدة لانجاز اتفاق مع إيران؛ ومن بينها وقف الدعم الإيراني لحزب الله اللبناني، فهو لا يريد أي تفاوض مع إيران، غير أنه فشل في طرح أي بديل منطقي قد يفضي إلى وقف البرنامج النووي الإيراني.
وبثت كلمته على الهواء في التلفزيون والإذاعة الإسرائيلية، وجاءت في توقيت حساس سياسيًا، أي قبل أسبوعين من انتخابات تشتد فيها المنافسة ويسعى فيها نتنياهو للفوز بفترة ولاية رابعة.
ووصف معلقون سياسيون من إسرائيل الكلمة بأنها أداء منمق من جانب سياسي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأميركية، ولكنهم مع رأي الرئيس باراك أوباما في أنَّ نتنياهو لم يقدم شيئًا جديدًا في انتقاده للمحادثات التي تقودها الولايات المتحدة مع إيران.
وطالب نتنياهو بالضغط من أجل صفقة أفضل، ولكنه من الواضح أنه لا يريد التفاوض بأي شكل لمنع جهود إيران النووية، وعلاوة على ذلك رغب في فرض شروط جديدة، مصرًا على العقوبات الدولية، طالما واصلت إيران سلوكها العدواني، بما في ذلك العداء لإسرائيل، ودعمها حزب الله الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل.
كما ندد نتنياهو بالنظام الإيراني الإسلامي الذي يشكل خطرًا على إسرائيل والاستقرار الإقليمي من خلال دعمه الرئيس السوري بشار الأسد والجيش العراقي في بغداد والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، بحسب قوله.
ولكن على الكونغرس ألا ينسى المصالح الأمنية الأميركية ويضعها في المقدمة، والتي من شأنها أنَّ تشمل اتفاقًا صارمًا قد يتحقق مع إيران، وحال لم تنجح الصفقة فعلى نتنياهو أنَّ يتحمل اللوم.