طنجة-مروة العوماني
اختتم منتدى "ميدايز"، فعاليات الدورة الثامنة، بالإعلان عن البيان الختامي، الذي يتضمن توصيات تلامس عدة قضايا جيواستراتيجية وسياسية وتنموية وقضايا الأمن الأفريقي والاستقرار في العالم، بعد أربعة أيام من المناقشات المكثفة تمحورت حول شعار رئيسي بعنوان "من التصادم إلى التضامن".
وأعرب رئيس معهد "أماديوس"، إبراهيم الفاسي الفهري، عن قلقه في ما يتعلق بتنامي التطرف، مشيرا في كلمة الختام إلى أن "حضارتنا في خطر، والحل يكمن في تعبئة جماعية ودائمة، علينا أن نتخذ الإجراءات المناسبة ضد هذا الخطر القائم"، وأن الإرهاب يزدهر في ظل الفقر والاستعباد وانعدام التعليم".
وأوضح الفهري، أنَّ "العالم يزداد ترابطا، ويبدو الآن أنه بات من الضروري أن يقوم المجتمع الدولي بحشد المزيد من الجهود لتسوية هذه المشاكل واحدا تلو الآخر، باعتبار أنها تشكل عقبة أمام العالم الذي "نحلم به جميعا، عالم لا يُقتل فيه أي أحد بسبب أفكاره، حيث يمكننا أن نصلي في المساجد والمعابد اليهودية والكنائس، دون خوف من هجوم انتحاري، أو هجمات أولئك الذين يدَّعون خدمة الإسلام غافلين أن هذا الأخير هو دين محبة وتسامح".
ودعا البيان الختامي أوروبا إلى الاستمرار في تحمل مسؤولياتها ومواصلة حربها ضد التطرف، وأوصى بإيجاد حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل دولتين قابلتين للتعايش وعلى أساس حدود عام 1967 .
وبخصوص قضية منطقة الساحل، أبرزت الوثيقة ضرورة خلق آلية للتشاور وتبادل المعلومات وآلية للإنذار المبكر لمكافحة، وبشكل ناجع ،عمليات اختراق الحدود ومكافحة كل أنواع التهريب (المخدرات والأسلحة والبشر).
ودعت التوصيات التي خرجت بها فعاليات المنتدى ولا سيما البلدان التي لديها مسؤولية كبيرة في الحفاظ على السلم والأمن في العالم، إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق التعايش الجماعي بشكل أفضل، والعمل من أجل التوصل إلى حل شامل ودائم للأزمة الليبية.
وشددت على أنه من الضروري والعاجل المحافظة على الثقة في مبادرات الأمم المتحدة وحوار الصخيرات، على الرغم من التأخير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية تضم جميع مكونات الشعب الليبي.
وارتباطا بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، أوصى البيان الختامي بتوفير آليات دعم المقاولات ورجال الأعمال في أفريقيا، وخاصة المقاولات الناشئة ورجال الأعمال الشباب، وتشجيع الإقلاع الاقتصادي الذي يتحقق في القارة الأفريقية وجعل الاقتصاد القاري أكثر ابتكارية وتنافسية، بالإضافة إلى تكثيف المبادلات التجارة الدولية ونقل المعرفة والخبرة في مجال التعليم باعتبار أهميته في تحقيق التنمية المستدامة، كما أوصوا بدعم مبادرة إطلاق "فضاء شمال غرب أفريقيا"، ليكون منصة وإطارا ملائما لدعم التضامن ومواجهة تحديات التماسك الاجتماعي ،وكذا ضمان تنقل شعوب المنطقة بحرية، وتحقيق التنمية المستدامة والأمن الجماعي ،ومواجهة التحديات الناتجة عن التغييرات والتحولات المناخية.
وفي السياق ذاته، شدد البيان الختامي على تعبئة دولية لتطوير البنيات التحتية بالقارة السمراء، ودعم صندوق "أفريقيا 50 "، وكذا توفير شروط إنشاء آلية استثمارية مغربية مخصصة لأفريقيا، التي أضحت أكثر من أي وقت مضى ضرورة نظرا لتزايد عدد المشاريع واستثمارات الشركات المغربية على مستوى القارة الأفريقية.