سيدني ـ أسعد كرم
عادت الحياة مرة أخرى بصورة طبيعية للصبي المغربي يحيي الجبالي البالغ من العمر أربعة أعوام، الذي ولد دون أنف أو عينين، إضافة إلى فم عديم الفائدة وأجزاء مفقودة من الجمجمة، بعد عملية إعادة بناء أجريت لوجهه.
وولد يحيى في قرية بالقرب من طنجة، ولكن عظام وجهه لم تكتمل هيئتها بالشكل المناسب وهو في رحم أمه، ما نتج عن ذلك خروجه للحياة بثقب في الوجه مكان الأنف، إلى جانب عدم وجود عينين، فيما كان الفك العلوي مشوها، ما جعله غير قادر على التحدث بالشكل الطبيعي، والجزء العلوي من الجمجمة عند مكان جبهته أيضا لم تكتمل هيئته، تاركة جزءً من المخ مغطى فقط بالجلد.
وتناولت القناة السابعة الأسترالية "Channel 7" قصة يحيى بعدما أقدمت سيدة من أصول مغربية تقيم في ملبورن على مساعدة أسرة الصبي، وأزيح الستار عن وجه الطفل الجديد خلال برنامج "صنداي نايت".
وحاول والدي يحيى في السابق، العثور على طبيب جراح في المغرب لمساعدة طفلهم، ولكن محاولاتهم جميعها باءت بالفشل، وحينما ناشدوا جيران العائلة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بدأت فاطمة بركة المقيمة في ملبورن، والتي ولدت بالقرب من القرية التي ينتمي إليها يحيى، بالبحث عن طبيب في استراليا بإمكانه إجراء الجراحة.
وسافرت بركة إلى المغرب لاصطحاب الطفل وأسرته إلى استراليا، وخضع يحيى إلى عملية جراحية استغرقت 18 ساعة في مستشفى ملبورن الملكي للأطفال، وتولى إجراء الجراحة الأستاذ الدكتور توني هولمز الذي فسر مخاطرها في القناة السابعة "Channel 7" قبل الإقدام على إجراءها، حينما بيّن أن "يحيى قد لا يموت إذا لم تجرى له العملية، ولكنه قد يفارق الحياة إذا ما أجريت له العملية، مؤكدًا أنها عملية دقيقة وشديدة التعقيد".
ووثق البرنامج المذاع عبر شاشة القناة السابعة الاسترالية العملية ردة فعل أسرة الطفل على نجاحها، لقد كانوا في غاية السعادة وغير مصدقين حينما رأوه لأول مرة بحسب ما يقول دكتور هولمز، بعدما بات لديه أنف وتم إعادة تشكيل الفك العلوي الذي كان مشوهًا، فيما سيخضع إلى جراحة تجميلية تتضمن إضافة غضروف إلى أنفه.
ولا يستطيع يحيى الحديث حاليًا، لكنه يخضع إلى جلسات علاج النطق حيث تم الحفاظ فيه على حباله الصوتية، على أن التحاقه في مدرسة للأطفال المكفوفين بمجرد عودته إلى المغرب سيتوقف على تطور حالته فيما يتعلق بالتحدث، وساعدت بركة على زيادة التبرعات من اجل دعم الجراحة التي يجريها الصبي المغربي يحيى، بينما ستعود الأسرة إلى المغرب بمجرد الانتهاء من إجراء عمليات أخرى للطفل.