فاس ـ حميد بنعبدالله
شهدت محافظة تاونات المغربية، أربع حوادث غريبة في نحو يوم، راح ضحيتها 4 أشخاص 3 منهم أطفال، غرقا وانتحارا وسقوطا، فيما زال أبو أحدهم يصارع الموت في مستشفى جامعي في فاس، قبل نقل الموتى تباعا إلى مستودع الأموات لإخضاعهم إلى التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة.
آخر حادث غريب شهده دوار جويدار في الجماعة القروية الورتزاغ، في الصباح الباكر الجمعة، لما توفي طفل عمره 12 غرقا في حقينة نهر ورغة المقام عليه سد الوحدة أكبر سدود المغرب، غرقا بعدما اندفع مهرولا في اتجاهه بسرعة فائقة، لم ينجح معها والده من اللحاق به أو إنقاذه.
وبدا الطفل في حالة هستيريا وهو يندفع اتجاه الوادي قبل أن يرتمي في مياهه التي جرفته وأبعدته إلى أن غرق قبل تدخل أفراد من عائلته لانتشاله من الوادي ودفنه في مقبرة في الدوار بعد القيام بالترتيبات القانونية بما في ذلك إخضاع جثته إلى التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة.
والغريب أنَّ هذا الطفل توفي بعد ساعات قليلة من وفاة زميل له يكبره بعامين، أثناء محاولته محاكاة حادث انتحار قرب منزل والديه في ضيعة فلاحية قريبة من الجماعة نفسها في الطريق إلى مركز بلدية غفساي، بعدما اختنق بواسطة حبل لف على عنقه بعدما تثبيته في غصن شجرة مجاورة للمنزل.
وكان الطفل يتلاعب بحبل مربوط بالشجرة وأراد التظاهر بالانتحار، فصعد فوق عربة مدفوعة تسمى محليا بـ"البرويطة" ووضع الحبل في عنقه، إلا أن توازنه خذله لتتدرج العربة من تحت قدميه، ما أدى إلى انكسار الغصن ليسقط أرضا جثة هامدة دون أن تنفع محاولات إنقاذه.
وشهد دوار باب واندار في الجماعة القروية ارغيوة على بعد نحو 10 كلم عن مدينة تاونات، حادث آخر أكثر مأساوية، لما جرفت أحزمة آلة درس الحبوب طفلا آخرا أثناء مساعدته والده الذي أصيب بدوره بجروح خطيرة ما زال يرقد بسببها في المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس، أثناء محاولته إنقاذ ابنه.
وتوفي الطفل مباشرة بعد وصوله إلى فاس بعد تعذر علاجه من الجروح البليغة التي أصيب بها، بعدما جره حزام يستعمل في تحريك محرك الآلة، قبل دفنه مساء الجمعة بعد إخضاعه جثته إلى التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة بناء على أوامر النيابة العامة في المحكمة الابتدائية في تاونات.
ويأتي الحادث بعدما توفي في الليلة نفسها، شاب ينحدر من جماعة بوهودة التي لا تفصلها عن رغيوة إلا كيلومتران، متأثرا بالجروح البليغة التي أصيب بها بعدما سقط في ظروف غامضة من شرفة منزل والديه قبل نقله إلى قسم المستعجلات في مستشفى تاونات حيث وافته المنية.