واشنطن - سليم كرم
تعلم الرئيس الأميركي باراك أوباما، التحدث وفهم العديد من العبارات بلغة "لو" القبلية الغامضة التي يتحدث بها مواطنو إحدى القرى النائية غربي كينيا من خلال والده الذي نشأ في هذه القرية بحسب ما أدلت به جدة الرئيس أوباما لـ "الميل أونلاين"، وتتطلع جدته إلى زيارته لها واستخدام هذه اللغة في أولى زياراته الرسمية إلى كينيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأقدمت زوجة أوباما ميشيل، وبناته ماليا وساشا، على تعلم كيفية الترحيب وإلقاء التحية على أقارب باراك الأفارقة المقربين كالجدة سارة أوباما التي لا تستوعب اللغة الإنجليزية.
وأفادت الجدة سارة قبيل أول زيارة رسمية للرئيس أوباما إلى كينيا في وقت لاحق من هذا الشهر في حديث لـ "الميل أونلاين"، أن باراك يتعلم لغة "لو" لأنه يشعر بانتمائه إلى ذلك المجتمع حتى وإن كان يتولى رئاسة الولايات المتحدة، وأنه بدأ تعلم هذه اللغة منذ أول مرة أتى فيها إلى كينيا منذ أعوام عدة قبل انتخابه عضوًا في مجلس الشيوخ، واستمر في تعلم اللغة التي يتحدث بها وقتما يلتقون.
وتتمتع الجدة سارة أونيانغو أوباما، المعروفة بأنها من أسرة أميركا الأولى بصحة جيدة حتى مع بلوغها (95 عامًا)، وهي تقيم في قرية كوجيلو، القريبة من بحيرة فكتوريا والتي تبعد مسافة 300 ميل من العاصمة الكينية نيروبي.
وأضافت الجدة أنه تم استضافتها مرات عدة في البيت الأبيض، كما دعيت إلى حفل تنصيب أوباما رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، مشيرة إلى ان أوباما يحرص على تعلم لغة أسرته الذين لا يستوعبون اللغة الإنجليزية، وأنه يصبح عاطفيًا جدًا حينما يلتقي معهم وفي بعض الأحيان تنهمر دموعه.
وكانت زيارة أوباما الأولى إلى كينيا عام 1988 فرصة مناسبة لكي تتحدث إليه الجدة سارة، وتحثه على ضرورة تعلم لغة شيوخ قبيلته، وبالرغم من انشغاله وهو ما تتفهمه الجدة إلا أنها أيضًا ترى بأنه لا يمكن أن يكون في قمة الانشغال بحيث لا يستطيع تعلم لغة موطنه الأصلي.
وعاد أوباما إلى كينيا عام 1992 بصحبة ميشيل التي كانت خطيبته في ذلك الوقت فيما عاود زيارتها مرة أخرى عام 2006 في أول عام له كعضو في مجلس الشيوخ الأميركي.
ويبدو أن الرئيس الأميركي عمل بنصيحة جدته سارة التي كشفت أنها في آخر زيارة لها إلى كندا وتم منحها خلالها شهادة فخرية التقت باراك في البيت الأبيض، وحضر شخصيًا إليها ولاحظت أنه تعلم لغة "لو" عبر طريقة إلقاء التحية عليها، وأن ميشيل وبناتها تعلمن أيضًا لغة "لو" حيث ألقين جميعهن التحية على مستخدمين عبارات مثل "Idhi Nadi" و"Oswore" التي تعني "كيف حالك".
وتحدثت الجدة لوكالة "فرنس برس" أنها تأمل في أن تطهي الطعام له، مضيفة أنه لا يهم ما إذا كان باراك عضوًا في مجلس الشيوخ أم رئيسًا فهو سيحصل على ما أعدته له، وأنها تأمل في أن تقضي كلًا من ماليا (17 عامًا) وساشا (14 عامًا) ليلة برفقتها في منزلها الريفي حيث الطيور البرية وأشجار المانجو ومحاصيل الذرة وأنه لا يوجد حاجز في اللغة بينهما حيث أنها لا تستوعب اللغة الإنجليزية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان أوباما سيزور جدته خلال جولته كما لم يتم التأكد فيما إذا كانت ميشيل وبناتها سيرافقونه في هذه الجولة.
ويذكر أن الأبوين للرئيس أوباما تزوجا عام 1964 ولكنهما انفصلا عن بعضهما عام 1964 بحسب ما أوضح أوباما في مذكراته التي ذكر فيها أن والده رجع إلى كينيا بعد الطلاق فيما زاره مرة واحدة حينما كان باراك يبلغ من العمر (10 أعوام) ويقيم في هاواي، وأن والده توفي في حادث سيارة في كينيا دون أن يري ابنه.
وتأتي أولى زيارات الرئيس أوباما الرسمية إلى كينيا في وقت لاحق من هذا الشهر ضمن قمة ريادة الأعمال في نيروبي ومن بعدها يجري زيارة إلى إثيوبيا لحضور اجتماع للإتحاد الإفريقي.
وساعد أوباما في إنشاء عدد من المدارس في منطقة كوجيلو عبر مؤسسة سارة أوباما، التي عمدت أيضًا على بناء بيوت للأرامل وتوفير منح دراسية للأطفال المحرومين في القرية ما جعل رئيس الولايات المتحدة بطلًا داخل قبيلة "لو" وعبر كينيا، وحمل أطفال كثيرون اسمه في القرية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة.
وعند سؤال الجدة سارة عن الأحداث الجارية في الولايات المتحدة وجرائم القتل الأخيرة وإطلاق النار على الرجال السود من قبل الشرطة، أفادت أن العنصرية ليست أمرًا جيدًا وكان مفترض اختفاؤها منذ زمن طويل، فلقد تغير العالم وعلى الناس أن يعوا ذلك ويتعايشوا سويًا، في حين أدانت العنف وقتل الشرطة للرجال السود العزل، مشيرة إلى ضرورة احترام حياة وحقوق جميع البشر.
وعن سباق الرئاسة في الولايات المتحدة أبدت الجدة دعمها للمرشحة عن "الحزب الديمقراطي" هيلاري كلينتون التي التقت بها مرات عدة عندما كانت في أميركا، وكذلك في حفل تنصيب أوباما رئيسًا للولايات المتحدة، فهي بحسب ما أوضحت امرأة متفهمة وذكية للغاية.
وتعد الإنجليزية والسواحيلية اللغتين الرسميتين في كينيا على الرغم من وجود 41 لغة أخرى بما فيهم لغة "لو" التي يتحدث بها المواطنون شرقي إفريقيا، في حين يتحدث فيها أفراد قبيلة "لو" البالغ عددهم تقريبا عشرة ملايين غربي كينيا، إضافة إلى أوغندا وجنوب السودان وإثيوبيا وتنزانيا.