الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
دارت تكهنات حول عدم مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في القمة الخليجية الأميركية في كامب ديفيد، وهي تكهنات في محلها تبعا للدور الكبير الذي تضطلع به المملكة وخادم الحرمين تحديدًا وحتى الأحد كان من المتوقع أن ينضم العاهل السعودي إلى زعماء مجلس التعاون الخليجي الستة في اجتماع غير مسبوق في البيت الأبيض وإجراء محادثات في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد، حيث سيشارك فيها أميرا قطر والكويت. لكن مسؤولين سعوديين قللوا من أهمية هذه التكهنات، مشيرين إلى أنّ خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز لم يشارك في أي نشاط خارج المملكة العربية السعودية منذ توليه سدة الملك بما في ذلك مؤتمرات كبرى في مصر وغيرها، ولم يلب دعوات وجهت إليه من روسيا وسواها لكثرة المسؤوليات التي يحملها بما فيها ترتيب البيت السعودي الداخلي ومواجهة التحديات الإقليمية والخارجية.
وأضاف المسؤولون السعوديون "لكن ذلك لا يعني أنَّ المملكة غير ممثلة في كامب ديفيد فهي دولة مؤسسات ينتظم فيها القرار هرميا وعموديا، وحين يمثلها ولي العهد فذلك يعني إيلاء المملكة أهمية لهذه القمة على أعلى المستويات".
ويشمل جدول أعمال القمة ملفات عدة من ضمنها الاتفاق الإيراني الأميركي ومواجهة المتمردين "الحوثيين" في اليمن والأزمات في سورية والعراق.
وسيمثل سلمان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، ومن المتوقع أيضاً حضور وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وبيّن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جوش أرنست، الاثنين "أعلم أنَّ هناك بعض التكهنات، ولم يعرب شركاؤنا السعوديون عن أي قلق حول جدول الأعمال، سواء قبل أو بعد التغيير في خطط السفر".
ويعمل القطريون والسعوديون على التنسيق الآن عن كثب بعد إنهاء فترة طويلة من القطيعة إذ يتم الدفع بدعم الولايات المتحدة للمتمردين المناهضين للنظام الحاكم في سورية. ويؤكد السعوديون والإماراتيون على دور إيران في دعم "الحوثيين"، وتنامي نفوذ إيران في العراق وسورية ولبنان.
ولفت وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، الجمعة، إلى وجود "سلسلة من الالتزامات الجديدة التي من شأنها التوصل إلى تفاهم أمني جديد، بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، من خلال مجموعة جديدة من المبادرات الأمنية".
واعتبر المحلل السياسي، هشام ملحم أنَّ "قادة دول مجلس التعاون الخليجي يشعرون بالقلق حول تفكك نظام سياسي قائم منذ قرن من الزمان، كما أنّ إيران تحاول ضمان هيمنتها الإقليمية من خلال إبراز قوتها".