صنعاء - طارق نصر
كشفت مصادر محلية في محافظتي صنعاء والجوف عن انتصارات كبيرة حققتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في أعقاب خرق الميليشيا الحوثية والقوات التابعة للرئيس السابق علي صالح لاتفاق الهدنة الذي بدأ سريانه منتصف ليل الأحد – الاثنين برعاية الأمم المتحدة وبموافقة كافة الأطراف.
وأكد الناطق باسم المقاومة الشعبية لمحافظة صنعاء مقتل أربعة حوثيين وجرح آخرين في تصدي قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لهجوم شنته الميليشيا المتمردة فجر اليوم الاثنين على جبل الهدياني، بعد نحو ست ساعات من بدء سريان الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة.
وقال الناطق باسم المقاومة الشيخ عبدالله الشندقي أن ذلك الخرق لاتفاق الهدنة جاء في أعقاب قصف الميليشيا الحوثية والقوات التابعة لصالح مواقع الجيش الوطني والمقاومة في منطقة نهم التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء. وأوضح الشندقي أن قوات الشرعية تقدمت وتمكنت من السيطرة على جبل القناصين، مشيرا إلى أن الاشتباكات ما تزال مستمرة حتى هذه اللحظة وأن أعداداً كبيرة من عناصر الميليشيا تفرُّ من أمام قوات الجيش الوطني والمقاومة.
وفي محافظة الجوف شمال اليمن سيطرت قوات تابعة للحكومة الشرعية على أمن مديرية المصلوب اليوم الاثنين، بعد خرق الحوثيين للهدنة، وقالت مصادر محلية إن قوات أمنية دخلت مركز الأمن في مديرية المصلوب وتمكنت من السيطرة عليه لفرض الأمن في المديرية.
وقالت المصادر أن تحرك قوات الأمن جاء بعد خرق الحوثيين للهدنة التي انطلقت في الساعات الأولى من يوم الاثنين. وأشار ناطق المقاومة عبدالله الأشرف إلى إن الحوثيين خرقوا الهدنة في ثلاث مديريات هي "المصلوب والمتون والغيل"، وأن الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى ظهر اليوم الاثنين.
وتبادلت القوات المؤيدة للشرعية وميليشيا الحوثي وصالح الاتهامات بخرق الهدنة، وقال المجلس العسكري في محافظة تعز، في بيان صحفي، إن الميليشيا الحوثية وقوات صالح، خرقت الهدنة منذ اللحظة الأولى في كل الجبهات، معتبراً ذلك إشارة إلى نيتهم استغلالها وتعزيز مكاسبهم على الأرض.
وأعلن المجلس العسكري والمقاومة الشعبية، أن غرفة عملياتهم، سجلت أكثر من 25 خرقًا في الساعات الثلاثة الأولى فقط من عمر الهدنة، شملت جميعها أهدافا عسكرية للجيش تم قصفها بالمدفعية الثقيلة، ومحاولات تقدم على الأرض، تم التمهيد لها بكثافة نارية مقصودة، خلافا للأهداف المدنية، وأوضح البيان، أنه "ورغم استمرار الخروقات الممنهجة، التزام الجيش والمقاومة، بوقف إطلاق النار من حيث عدم الهجوم والتمسك بحق الدفاع والرد على مصدر النيران.
وأسفر القصف المدفعي على مدينة تعز، عن سقوط أول قتيل مدني في الساعة الأولى من سريان الهدنة، بمنطقة" البِعرارة"، غربي المدينة، بعد إصابته بشظية في صدره، فيما قتل أحد عناصر المقاومة في منطقة" عُصيفرة"، شمالي المدينة، بقذيفة أصابته في الرأس وفقًا لمصادر طبية في مستشفى الروضة الخاص، حسب ما نشرته وكالة الأناضول.
هذا وعاود طيران التحالف العربي بقيادة السعودية قصف أهداف تابعة للحوثيين في تعز، وبخاصة في تلة السلال، كما شن غارات أخرى في تلة" الجعشة"، شرقي المدينة. وفي شبوة اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش، وميليشيا الحوثي وقوات صالح في مديرية بيحان.
في حين أتهم الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح دول التحالف بخرق الهدنة وقالت وسائل إعلام تابعة لهم أن طيران التحالف حلق في أجواء العاصمة صنعاء وتعز، وفي أجواء منطقتي مستبى ومثلث عاهم في محافظة حجة.
يأتي ذلك في أعقاب تأكيد الناطق الرسمي للقوات المسلحة التابعة للحوثي وصالح العميد الركن شرف غالب لقمان التزام الجيش واللجان الشعبية بوقف إطلاق النار ابتداء من منتصف الليل، وقال العميد لقمان لوكالة الأنباء اليمنية سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين "نعلن التزام الجيش واللجان الشعبية بوقف إطلاق النار مع احتفاظنا بحق الرد في مواجهة أي خروقات".
كما أعلن الحوثيون والمؤتمر الشعبي العام التزامهما بوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ منتصف الليلة الماضية، وقالوا: "نؤكد أننا وفي ضوء المشاورات والنقاشات التي أجريناها مع الأمم المتحدة خلال الأيام الماضية قمنا مساء السبت الموافق 9 ابريل 2016م بتسليم رسالة بالتزامنا بوقف إطلاق النار إلى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ بما يضمن إيقاف كافة الأعمال القتالية والعمليات والتحركات العسكرية البرية والبحرية والجوية على كامل أراضي الجمهورية اليمنية والذي سيدخل حيز التنفيذ في تمام الساعة الثانية عشرة مساء يومنا هذا".
وأضاف المصدر "كما سلمنا كشفا بأسماء مندوبينا في اللجان المحلية لتثبيت وقف إطلاق النار"، معبرا عن أمله في التزام الأطراف الأخرى باحترام وقف إطلاق النار والالتزام بمتطلباته فور دخوله حيز التنفيذ.