طرابلس ـ مفتاح السعدي
انطلقت أعمال الاجتماع التشاوري بين أطراف الحوار السياسي الليبي المشاركة في اجتماعات الصخيرات الذي ترعاه الأمم المتحدة الخميس في تونس.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام والمجالس البلدية والأحزاب السياسية وشخصيات مستقلة، إضافة إلى وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، ومبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا مارتن كوبلر.
ويبحث الاجتماع الذي سيستمر يومين في تونس الأوضاع الإنسانية في ليبيا، ثم تعقبها كلمة لوزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، تليها مناقشة الترتيبات الخاصة بالإجراءات العملية للتوقيع النهائي على الاتفاق السياسي.
وستناقش الأطراف المشاركة الجمعة التحضير لمؤتمر روما الدولي حول ليبيا الذي سيعقد في إيطاليا الأحد المقبل بمشاركة دولية موسعة، ثم تختم أعمال اللقاء بمؤتمر صحافي للمبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر والأطراف المشاركة في الاجتماع.
وأفادت مصادر بأن المبعوث الأممي مارتن كوبلر استهل الجلسة بكلمة أكد فيها سرعة إنجاز الاتفاق السياسي بالتوقيع النهائي عليه، وتمكين حكومة الوفاق الليبية من العمل على الأرض.
وكشفت المصادر ذاتها أن جلسات الحوار ستناقش جملة الإجراءات للتوقيع النهائي على الاتفاق السياسي والترتيب ومناقشة نقاط الاختلاف على شكل حكومة الوفاق الليبية.
وبحسب تلك المصادر، فإن الأطراف الليبية ستتفق خلال جلسة الجمعة على انتخاب موفد ليبي موحد يضم كل الأطراف الليبية لتمثيل ليبيا في مؤتمر روما الأحد المقبل.
وطالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المجتمع الدولي بتوفير 165 مليون دولار لتمويل مساعدات إنسانية عام 2016 لأكثر من 2.4 مليون شخص في ليبيا، داعية إلى وقف إطلاق النار لإيصال المساعدات.
وأوضح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا علي الزعتري، أن البعثة بحاجة إلى نحو 165 مليون دولار لسد الفجوة الإنسانية والالتفات لحاجات الناس خلال 2016، مؤكدًا أن البعثة لم تتحصل على هذا المبلغ الضئيل قياسًا بما يصرف على التسليح مثلًا.
وأضاف أن الأزمة التي تشهدها ليبيا حاليًا من المتوقع بأن تتفاقم أكثر في حال عدم توقف إطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات.
وذكر المسؤول الأممي أن هناك أكثر من مليوني شخص يحتاجون إلى دعم إنساني منهم الجوعى والمرضى وغير المحميين واللاجئين، ومن تعرض للعنف الجسدي والنفسي، ومن المحرومين من التعليم وغيرهم.
ومن جهته لفت ممثل منظمة الصحة العالمية جعفر حسين إلى أن هذه المساعدات تتمثل أساسًا في المساعدات الإنسانية الأساسية، مضيفًا أن 1.3 مليون ليبي معظمهم أطفال ونساء يحتاجون إلى توفير الطعام والغذاء بسبب سوء التغذية الناتج أساسًا عن تدهور القدرة الشرائية للمواطن الليبي.
وعلى صعيد التطورات الميدانية، أكد مصدر طبي في مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث، استقبال أربعة جرحى من الجيش الليبي والوحدات المساندة له من شباب المناطق، حصيلة يومين من المعارك الدائرة في مدينة بنغازي.
وأفاد المصدر بأن المستشفى استقبلت الثلاثاء 8 كانون الأول / ديسمبر جريحًا واحدًا من الجيش الليبي، إصابته متوسطة من محور الصابري، بينما استقبل الأربعاء ثلاثة جرحى إصاباتهم متوسطة من محور بوعطني، بينهم جريح إسعافات أولية تلقوا العلاج وغادروا على الفور.
وتشهد مدينة بنغازي وضواحيها مواجهات مسلحة بين قوات الجيش والوحدات المساندة له من شباب المناطق، في مواجهة عناصر ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي، المتحالف مع تنظيمي أنصار الشريعة وداعش.