الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، أنَّ قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عدم المشاركة في الخليجية الأميركية المقررة الخميس في كامب ديفيد، جاء بسبب موقف الولايات المتحدة من الأزمة السورية.
وأكد المصدر أنَّ الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية، في آذار/ مارس الماضي ولقاءه خادم الحرمين الشريفين في الرياض، عزّزت العلاقات بين البلدين وشهدت اتفاقًا على دعم المعارضة السورية وهو الأمر الذي تعارضه الولايات المتحدة.
وأضاف أنَّ تحالف المعارضة السورية الذي تدعمه المملكة العربية السعودية وتركيا يثير مخاوف الحكومات الغربية على الرغم من أنَّه يحارب القوات الحكومية من جهة ومسلحي "داعش" من جهة أخرى.
وأشار إلى أنَّ تراجع واشنطن عن تنفيذ قرارها الذي أعلنه الرئيس باراك أوباما منذ العام الماضي، بتدريب المعارضة السورية كان من بين أهم الأسباب التي دفعت خادم الحرمين إلى إلغاء مشاركته في القمة وإنابة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان للمشاركة في قمة كامب ديفيد.
وبيَّن أنَّ التقارب السعودي التركي "جاء بعد عجز الغرب عن اتخاذ موقف حاسم في سورية، خصوصًا بعد فشلها في فرض منطقة حظر جوي ما يعني أنَّ القوى الإقليمية الآن تحتاج لأن تقف جميعها في صف واحد لأخذ زمام المبادرة نحو مساعدة المعارضة".
وكشف أنَّ المملكة العربية السعودية تقدم الدعم المالي والعسكري للمعارضة السورية بالتعاون مع تركيا التي تقدم تسهيلات من أجل مرور هذا الدعم عبر الحدود من خلال القرى الحدودية: جوفيتشي، وكيوباتشي، وهاتشيباسا، وبيساسلان، وكوزاكلي، وبوهولمز.
وتابع: "يأتي تعارض المصالح بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية عقب تأييد واشنطن المقاتلين الموالين لإيران في العراق، وبعد الاتفاق على وضع إطار للبرنامج النووي الإيراني".
واستطرد المصدر: "أصبحت الولايات المتحدة أقل اهتمامًا في إزاحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد الموالي لطهران من دمشق، ما أضعف العلاقات بين واشنطن والرياض، حيث تسعى الولايات المتحدة من خلال قمة كامب ديفيد تغيير وجهات وإقناع الدول الخليجية بالرؤية الأميركية".
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أعلن أنَّ حرص خادم الحرمين الشريفين على تحقيق الأمن والسلام في اليمن، وحرصه على سرعة تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني، وانشغاله في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أدى إلى إنابة ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لترؤس وفد المملكة في القمة وبمشاركة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وعدد من المسؤولين؛ لحضور القمة الخليجية الأميركية.