واشنطن ـ رولا عيسى
توصلت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى معلومات في غاية الأهمية تتعلق بزعيم تنظيم "داعش" والتعاملات المالية، إضافة إلى التدابير الأمنية، وذلك بعد تحليل المواد التي جرى ضبطها خلال عملية المداهمة للقوات الخاصة الشهر الماضي، التي جاءت بعد أسابيع من المراقبة بالصور الواردة من الأقمار الصناعية والاستطلاع بطائرات دون طيار، وقُتل فيها قائد التنظيم في شرق سورية، أبوحامد.
وكشف مسؤولون في الولايات المتحدة عن أنَّ المعلومات التي تم التوصل إليها كانت ضمن أجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف نقالة، وإلى جانب تلك التي تم التوصل إليها خلال عملية المداهمة التي جرت في السادس عشر من أيار/ مايو ساعدت بالفعل الولايات المتحدة على تحديد موقع قائد التنظيم في شرق سورية، أبوحامد، وتنفيذ غارة جوية ضده في 31 أيار/ مايو.
وأعرب مسؤولون أميركيون عن ارتياحهم وثقتهم في مقتل أبوحامد خلال الهجوم إلا أنَّ تنظيم "داعش" لم يؤكد بعد وفاته.
ومن بين المضبوطات التي توصلت إليها القوات خلال عملية المداهمة من أربعة إلى سبعة تيرا بايت من المعلومات، وتتضمن كيفية تجنب زعيم التنظيم الغامض أبوبكر البغدادي التعقب من قبل قوات التحالف، فالبغدادي يجتمع دوريًا بأمراء الأقاليم أو القادة في مقره الرئيسي في مدينة الرقة شرق سورية. ولضمان سلامته فقد طلب من سائقي الأمراء تسليم الهواتف المحمولة وأي أجهزة إلكترونية أخرى لتجنب الكشف عن موقعهم من خلال عمليات التتبع التي تتم من قبل المخابرات الأميركية.
وتلعب زوجات كبار القادة لتنظيم "داعش" بما في ذلك زوجة الزعيم البغدادي دورًا مهمًا عما كان معروفًا في السابق عبر تسليم المعلومات إلى شخص آخر ومن ثم إلي أزواجهن وذلك في محاولات جاهدة لأخذ الحيطة لكي لا تقع عمليات تصنت إلكترونية.
وعلى جانب آخر؛ أوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة "الخارجية" الأميركية أنَّه بعد هذه المداهمة فقد بدأت الإدارة الأميركية التعرف قليلًا على أشياء لم تكن تعلمها في السابق، مضيفًا: أن كل يوم يمر تتكشف الصورة عن هوية التنظيم وكيف يبدو معقدًا من خلال الشبكة القوية التي يتمتع بها وعلاقاته على المستوي الدولي ما يمثل تحدٍ هائل للقوات المتحالفة وما يستلزم ذلك من جهود لردع ذلك التنظيم في ظل وجود آلاف من المقاتلين المتشددين علي الأرض في سورية والعراق يستولون علي مناطق جديدة في وتيرة أسرع من العمليات التي تقوم بها قوات التحالف الدولي ضدهم.
وأشار إلى أنَّه بعد الاجتماع الذي حضره أعضاء التحالف في باريس الثلاثاء الماضي، فلا يبدو بأنه سيكون هناك ما يعمل على تراجع تنظيم "داعش" الذي يعرف التمدد، بعد فقدان الحكومة السورية السيطرة علي مدينة تدمر الإستراتيجية المهمة وفقدان الحكومة العراقية السيطرة على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار. وكشف نائب وزير "الخارجية" آنتوني بلينكن عن أنَّ تنظيم "داعش" لا يزال مرن وقادر على أخذ زمام المبادرة.
وفي سياق عملية المداهمة التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية الشهر الماضي على بناية أبوسياف متعددة الطوابق؛ أوضح مسؤول أميركي رفيع أنَّ زوجة أبوسياف التي تم القبض عليها خلال العملية أمدت المحققين أيضًا بمعلومات.
وشدد وزير "الدفاع" آشتون كارتر، على أنَّ أن العملية كانت بمثابة ضربة موجعة للتنظيم، إذ أنَّ القائد الذي قتل خلال المداهمة كان يُشارك في أعمال الخطف من أجل الحصول على فدية، كما ساعد في عمليات توجيه النفط والغاز التي عملت على زيادة الموارد المالية للتنظيم.
وأضاف: الرغم من أنَّ أبوسياف نفسه لم يكن معروفًا جيدًا إلا أنَّه كان جيدًا بحيث قاد لمعرفة التسلسل الهرمي للجماعة والعمليات التي تقوم بها كما أنَّه كان بمثابة أحد الرجال المهمين فيما يتعلق بالموارد المالية للتنظيم.