الدار البيضاء - جميلة عمر
يشهد حزب "الحركة الشعبية" في المغرب استقالات بالجملة من أنحاء المملكة، الأمر الذي بات يشكل خطرًا على مستقبل الحزب بعد أن أعلن عدد من القيادات التمرد على رئاسته أخيرًا.
وكشف قيادي في الحركة التصحيحية للحزب عن قرب الإطاحة برئيسه أمحند العنصر من الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية وتسليمها لرجل ثقة للملك الراحل الحسن الثاني، وسفير المملكة المغربية لدى إيطاليا، حسن أبو أيوب الذي يستعد للعودة إلى أرض الوطن لتولي زعامة الحركيين.
ويأمل المتمردون على قيادة الحزب في تنفيذ مخطط الإطاحة بأمحند العنصر وإقناع الدبلوماسي والوزير الحركي السابق حسن أبو أيوب بالعودة إلى الحلبة السياسية، خصوصا في ظل الإجماع القائم عليه واتفاقهم من حيث المبدأ على توفره على المواصفات المطلوبة فيه لخلافة العنصر، وتلقيهم لإشارات من طرف جهات عليا توافق على توليه قيادة الحزب، الشئ الذي سيجعل الحركيين يلتفون حوله باعتباره أمازيغيا ورجل التوافقات المحنك الذي لم يخيب ظن الملك الراحل الحسن الثاني في المسؤوليات الوزارية والدبلوماسية والمهام الكبرى التي أوكلت له منذ ان لكتشفه صدفة ذات مساء خلال متابعته لبرنامج تلفزيوني على القناة الثانية.
ويأمل مسؤولون كبار في الحزب في تولي ابن تافراوت الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية، منذ ثلاثة أعوام، وتوجيه ضربة قاضية لمحمد أوزين ووضع حد لأحلامه، وإحياء رغبة الملك الراحل الحسن الثاني عام 1993 في تولي حسن أبو أيوب، في منصب الأمانة العامة أو وزيرا أولا أو رئيسا للبرلمان.
يُذكر أنَّ حسن أبو أيوب سفير المملكة المغربية لدى إيطاليا، اختاره الملك الراحل الحسن الثاني وزيراً أكثر من مرٌة مشرفا على قطاعات حيوية بالنسبة إلى الاقتصاد الوطني، وتحديدا مرافق التجارة الخارجية والسياحة عام 1992 والزراعة عام 1995، وقاد أبو أيوب مفاوضات الشراكة العويصة مع الاتحاد الأوروبي التي أفضت إلى الاتفاق الشهير مع "بروكسل" في عقد التسعينات من القرن المنصرم، وأمره الملك الراحل بالانتماء إلى حزب الحركة الشعبية، بعد أن أصبح نائبا في البرلمان عن إحدى دوائر منطقة سوس، وحتى تعيينه سفيراً للمغرب لدى إيطاليا باسم الحزب.