واشنطن - المغرب اليوم
تعكف شركة “يونايتد إيرلاينز الأميركية” على اختبار آخر اختراعات تصاميم الطائرات الشيء الذي ربما يلفت انتباه المسافرين على متن طائراتها، وبموجب هذا الاختراع الذي أطلق عليه اسم “السيف المعكوف” يتم ثني مقدمة الجناح سواء إلى أعلى أو إلى أدنى. ولا تقصد الشركة بالتصميم الجديد فوزها بأي جائزة لكن لتسهيل حركة الطائرة في الجو بانسيابية وكفاءة أكثر بغرض خفض استهلاك الوقود. وفي حالة سير الأمور كما هو مخطط لها تقدر الشركة مساعدة التصميم الجديد على توفير نحو 200 مليون دولار سنوياً فور العمل به في أحدث موديلاتها من طراز “بوينج 737- “800 “و”737– 900″، ومن المنتظر إدخال هذا التصميم حيز التنفيذ بداية العام المقبل حيث أعلنت الشركة عن عمل النظام على تحسين كفاءة استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 2% مقارنة بالتصميم الحالي للأجنحة المستخدم في معظم طائراتها. ولم يطرأ الكثير من التغيير على التصميم الأساسي للطائرات منذ انطلاق طائرة بوينج 707 في الأجواء في خمسينات القرن الماضي لكن عززت المواد الجديدة وتحسن القوة الحسابية من مقدرات مهندسي الطيران ليطوروا الملامح الرئيسية لطائرات الركاب الكبيرة بما في ذلك الأجنحة. وتقلل هذه التقنية من جر الطائرة عند مقدمة الأجنحة، وتحسن كذلك أداء الوقود بنحو 5% في كل رحلة، وبحساب ذلك على آلاف الرحلات من الممكن أن يتجاوز الادخار مليون دولار للطائرة الواحدة سنوياً. وقال كابتن جويل بوث المدير الإداري لتخطيط العمليات وكفاءة استهلاك الوقود في شركة يونايتد: “تساعد هذه الأجنحة على نعومة انسيابية الطائرة في الجو وسهولة الارتقاء، والتي تُعد من أجهزة الكفاءة”. وبرزت ضرورة البحث عن وسائل لتطوير كفاءة الطائرات بصرف النظر عن صغر حجمها بعد ارتفاع أسعار الوقود الذي يشكل نحو ثلث تكاليف شركات الطيران في الوقت الراهن، وتبلغ تكلفة وقود الطائرات نحو 3 دولارات للجالون الواحد أو 80 سنتاً للتر حالياً بارتفاع عن ما كان عليه عند 85 سنتاً للجالون في عام 2000. ولتعويض هذا الارتفاع انتهجت شركات الطيران عدداً من الاستراتيجيات التي تضمن لها خفض استهلاك الوقود مثل السير على المدرج بتشغيل أحد المحركين، وإغلاق الطاقة الكهربائية المساعدة عند الوقوف على البوابة أو استخدام مسارات مباشرة عند الهبوط وغيرها. وأجرت هذه الشركات اختبارات كذلك باستخدام بعض أنواع الوقود “الأخضر” رغم زيادة تكلفته في الوقت الراهن، وذهبت شركة دلتا للطيران أبعد من ذلك بشرائها مصفى لتكرير النفط في العام الماضي. كما اتخذت شركات الطيران خطوات أخرى مثل تزويد القبطان بكمبيوترات لوحية بدلاً من دليل الطيران الكبير الحجم أو استخدام ورق خفيف لمجلاتها الخاصة، ومقاعد مصنوعة من مواد أقل وزناً بهدف خفض وزن الكابينة. وفي حين تسهم كل هذه التقنيات في خفض التكاليف إلا أن الفرق الكبير في اقتصاديات الطيران يأتي من محركات الطائرات التي تتميز بالمزيد من كفاءة استهلاك الوقود، ومن المتوقع أن توفر طائرة “بوينج 787″ التي بدأت الطيران قبل عامين وطائرة “إيرباص 350″ التي ما زالت في مرحلتها التجريبية نحو 20% من استهلاك الوقود، وذلك بفضل استخدامهما لمواد أخف وزناً مثل الكربون رغم أن 787 لم تخلو من المشاكل مع كل التقنيات الحديثة التي تتميز بها كما تم أيضاً تطوير محركات جديدة تتسم بكفاءة أعلى بالمقارنة مع الجيل الحالي. لكن ترغب شركات الطيران في تحسين كفاءة أساطيلها القائمة أيضاً، ومن هنا نبعت أهمية خفض حجم الأجنحة وثنيها منذ أن القيام بذلك ممكناً في الموديلات العاملة حالياً، والنتائج التي تخلفها هذه الأجنحة معلومة منذ ستينات القرن الماضي عندما أجرت ناسا بعض البحوث عليها. وتم استخدامها أول مرة في ثمانينات القرن الماضي في إحدى طائرات الإيجار التجارية، وبعد ذلك في طراز “بوينج 747″ طائرة “أم دي 11″ التي تحسن أداؤها من 1,5% إلى 3,5%. وجعل الارتفاع الراهن في أسعار الوقود استخدام هذا النوع من الأجنحة شبه إلزامي لكافة أنواع الطائرات التجارية، وتختلف تصاميم الأجنحة باختلاف أنواع الطائرات حيث تتميز بعض الطائرات بمقدمة أجنحة حلزونية بينما تكون شبيهة بالقوس في طائرات “أيرباص أيه 380″ ذات الطابقين وتميل بزاوية 60 درجة في طراز “أيه 330″.