الكويت - أ ش أ
"اختلاق الآخر في السرد الكويتي"، هو عنوان الورقة البحثية التي شارك بها الكاتب المصري شريف صالح في الندوة الفكرية الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي في دورته ال21 التي اختتمت أول امس السبت ، وتضمنت قراءة في روايتي «ساق البامبو» لسعود السنعوسي، و«حذاء أسود على الرصيف» لباسمة العنزي.
في البداية أكد صالح أن الرواية الكويتية تأسست على يد الكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، فهو من أرسى قواعدها وأسس بنيانها وبلور تيماتها ، وليس أسهل من عقد المقارنة بين ما أنجزه وما قدمته أجيال تالية له سواء على مستوى الخطاب الأيديولوجي أو التشكيل الجمالي.
وأضاف صالح في بحثه الذي قدمه الى ندوة مهرجان القرين ال21 التي عقدت تحت عنوان (المستقبل وصورة العربي في رواية الاخر) انه عندما نتطرق إلى "الآخر" كإستراتيجية نصية، فإننا سنجده متصدرا العالم السردي لاسماعيل فهد اسماعيل كما في رواياته (بعيدا إلى هنا) و(مسك) و(في حضرة العنقاء والخل الوفي).
وقدم صالح تحليلا نموذجيا من مدونة السرد الكويتي لكاتبين ينتميان إلى جيل الشباب ، هما رواية (ساق البامبو) لسعود السنعوسي و(حذاء أسود على الرصيف) لباسمة العنزي لاعتبار تصدر "الاخر" تيمة وبناء كلا العملين ، وذكر أن الروايتين هما أول روايتين لشابين كويتيين تحصلان على تقدير عربي لافت ، فرواية السنعوسي أول رواية كويتية تفوز بجائزة (بوكر) العربية ، ورواية باسمة أول رواية كويتية تفوز بجائزة (الشارقة للإبداع ) كما حظي العملان باهتمام واسع على مستوى النشر والمقروئية.
وقال شريف صالح : ارتكزت دراسات الآخر في السرد العربي على منهج النقد الثقافي المتعلق بمفاهيم وقضايا حول القوة والاستعمار والسياسة ، وهذا المنهج يتخذ من السرد الأدبي «وثيقة» للتحليل الثقافي والأيديولوجي في الأساس وليس للتحليل النصي والجمالي بمعنى أنه يتوسل الأدب لقراءة ما هو خارج الأدب ، مشيرا الى انه في كلا الروايتين وقع النقد في المباشرة والنمطية ، لكن اختلاف "الآخر" كمرآة عاكسة لتشوهات المجتمع جعل النقد مبررا فنيا.
من جانبه ، ذهب الكاتب والناقد فهد الهندال في بحثه (صورة المجتمع في الوعي الروائي.. العيسى والحمادي نموذجين) إلى أن الرواية نمط أدبي لا يمكن أن يوجد من فراغ أو عدم حضاري أو إنساني أو تاريخي ولأنها عمل مشروط في نشأتها الأدبية باتكائها على استجابة المتلقي مع محركاتها الفكرية والفنية المواكب لسياقها الثقافي.
وذكر الهندال أن الرواية الكويتية شهدت بالالفية الثالثة تطورا وحضورا مكثفا مما شكل ازدحاما ملحوظا في تعدد العوالم الروائية.
وقدم ببحثه دراسة لرواية بثينة العيسى (كبرت ونسيت ان انسى) ورواية عبدالوهاب الحمادي (لا تقصص رؤياك) كتجربتين تمثلان نموذجين فقط ضمن المشهد الروائي للكاتب الكويتي الشاب وتبين مدى الوعي السردي لديه