تونس - حياة الغانمي
نشر مدير الأيام السينمائية في قرطاج نص استقالته، الاثنين، مؤكدًا أن هذه الاستقالة جاءت قبل إقالته من طرف وزير الثقافة محمد زين العابدين، التي تم الإعلان عنها.
و جاء نص الاستقالة كما يلي:
"تونس في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، تحية طيبة الموضوع استقالة، أود أن أعلن عن استقالتي من الإشراف على أيام قرطاج السينمائية، هذه الدورة التي مثلت منعرجا للمهرجان بفعل ما تركته من أثار إيجابية لدى عامة الشعب، وما خلفته من انتقادات لدى من لم يقبل نجاح هذه التظاهرة وانتقادا بناء من قبل من أراد لها أن تتطور أكثر وتصبح هيكلا قارًا ومستقلا، وكل هذا في تقديري يضيف إلى المهرجان الذي نما وتطور وأصبح محرجا للبعض ومريحًا للبعض الآخر من محبي المهرجان والمولعين بالسينما.
ونفيدكم في هذا المجال بأنني شكلت فريقًا قارًا عملنا معًا منذ شهر مارس، قبل تعيينكم على رأس الوزارة،وقد اشتغلت بكل أريحية ووئام وتناغم ومسؤولية مع سلفكم السيدة القديرة لطيفة لخضر والفنانة الكبيرة سنية مبارك وذلك للإعداد للدورة الـ27 وخمسينية المهرجان.
وقد أنجزنا معا دورتين استثنائيتين ونواصل اليوم انجاز ما تبقى من هذه الدورة الأخيرة في الجهات تحقيقا للمحورية للبرامج الثقافية الريادية للبلاد، وقد عملت بضمير مهني وحرفية كبرى، مغلّبا مصلحة المهرجان على كل مصالحي الشخصية فأمنت له مصادر تمويل متعددة اعتمادًا على علاقاتي مع رجال الأعمال الشرفاء والمشرفين على مؤسسات كبرى بالبلاد وخارجها.
كما جاهدت لضمان الانتشار لهذه التظاهرة التي بلغت مستوى راق بفضل اقتحامها لفضاءات متنوعة وعديدة بالقاعات والسجون والجامعات والثكنات و16 جهة داخلية في البلاد، كما نفذنا برامج تخاطب عامة الناس (قاعة الهواء الطلق والتنشيط اليومي بشوارع تونس) وتفاعلنا، في نطاق ثقافة الجوار مع عديد الفئات والشرائح العمرية بعيدا عن الخطابات الشعبوية. كما رفعنا من رقم معاملات أصحاب المحلات والفضاءات التجارية بالشوارع التي اقتحمناها والجهات التي نشطنا داخلها، إيمانًا منا بالعلاقة المتينة بين الثقافة والسياحة.. وهو مفهوم تعمل المهرجانات العالمية على تحقيقه في برامجها في الدول الكبرى.