الرباط - المغرب اليوم
دون جديد يُبهج متتبعي الشأن الثقافي بالمغرب، يستمر إغلاق كافة مراكز النقاش والتداول، على امتداد أشهر تفشي فيروس “كورونا”، دون أن تستعيد بعضا من أنشطتها؛ ولو بشكل جزئي، كما جرى في قطاعات أخرى استفادت من رفع الحجر الصحي.وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، لا تزال القاعات السينمائية والمسارح والخزانات العمومية مغلقة، دون جواب من لدن الوزارة الوصية على قطاع الثقافة في المملكة، والتي تظل صامتة، على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي يثيرها المهتمون والمهنيون على حد سواء، متسائلين عن سبب “استثناء الثقافة من الوضع التفضيلي”.
وعلى الرغم من مبادرات الدّعم والتنسيق الحكومي مع فاعلين من مجال الصناعات الثقافية والإبداعية لإيجاد حلول لحماية القطاع، فإن استئناف العمل يبقى رهينا بقرار يتجاوز وزارة الثقافة والشباب والرياضة والحكومة نفسها إلى الدولة وأولويّات إستراتيجيّتها في تدبير الجائحة.عبد الحميد جماهري، الكاتب المغربي ورئيس تحرير يومية الاتحاد الاشتراكي، قال إن “ما يجري لقطاع حيوي مؤلم للغاية”، معتبرا “الثقافة أسهل باب أغلق طوال فترة الأزمة الصحية الحالية، ووصل بسرعة إلى الدرجة الصفر بتعبير رولان بارت”.
وأضاف جماهري، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الأزمة اقتضت فرض العديد من الإجراءات على الإنسان بدوره، باعتباره القيمة الثقافية الأولى؛ لكن على الحكومة استحضار القولة المعروفة: “ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان”.واستحضر الكاتب المغربي الحرب العالمية وقصة تقليص الحكومة البريطانية للميزانيات جميعها، باستثناء الخاصة بوزارة الثقافة بعد رفض الوصي عليها ذلك القرار، ودعم تشرشل ونستون للقطاع، بقولته المعروفة: “دخلنا الحرب للدفاع عن ثقافة تلغي النازية”.
وبالنسبة لجماهري، فإن الطريقة التي تعامل بها الثقافة في المغرب تحز في النفس؛ فهي آخر من يلتحق بكرب العودة للاشتغال، مؤكدا أن المغرب خسر كثيرا وسيكون أمامه بذل مجهود مضاعف مستقبلا، من أجل استعادة قوة المسارح والقاعات السينمائية والخزانات العمومية.وأشار المتحدث إلى أن فرنسا خصصت جرائدها الجدية صفحاتها الأولى لإعادة إحياء الفعل الثقافي، والدولة اتجهت إلى رفع البرود والظلام عن الثقافة، والمغرب لا يجب أن يكون استثناء، مشددا على أهمية العودة النسبية للأنشطة على أقل تقدير.
قد يهمك ايضا: