الرباط ـ وام
اختتم وفد معهد الشارقة للتراث زيارة رسمية للمملكة المغربية برئاسة عبد العزيز المسلم رئيس المعهد .. وذلك ضمن استراتيجيات المعهد للقاء مع الجهات المعنية بالتراث في الدول العربية والاطلاع على التجارب وأفضل الممارسات في مجال التراث الثقافي بجانب التعريف بتراث دولة الإمارات وجهود الحفاظ عليه.
وأوضح معهد الشارقة للتراث في تقرير أصدره اليوم أن الزيارة التي جاءت خلال شهر يونيو الجاري هدفت إلى التعرف إلى مختلف مجالات وشؤون وبرامج التراث في البلدان العربية الشقيقة وبناء علاقات إستراتيجية طويلة المدى مع الجهات العربية المعنية بالتراث .. بحانب تفعيل التعاون المشترك وتبادل المعارف والخبرات والتجارب بين الجهات والهيئات المشتغلة في التراث بشكل يضمن تسليط الضوء على الجوانب المشرقة والغزيرة للتراث العربي وبيان أثرها ودورها في الثقافة والتراث الإقليمي والعالمي.
وحظي الوفد الزائر باستقبال وحفاوة لافتين من قبل وزارة الثقافة المغربية ومختلف الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال التراث في المغرب كما تم تكريم إمارة الشارقة ضيف شرف على فعاليات مهرجان حب الملوك- أقدم مهرجان تراثي مغربي يقام منذ / 95 / عاما - في مدينة صفرو تقديرا لجهودها ودورها في حفظ التراث العربي والإسلامي بشقيه المادي وغير المادي . وزار وفد المعهد أيضا مديرية التراث بوزارة الثقافة في مدينة الرباط وبحث إمكانيات التدريب وتبادل الخبرات واطلع على برنامج تطوير قدرات الحرفيين .
وقال المسلم إن هذه الزيارة تأتي تنفيذا لرؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بأن يكون معهد الشارفة للتراث معهدا للعالم العربي كافة .
وأضاف أن الزيارة التي قام بها فريق المعهد للمملكة المغربية حققت نجاحات على مختلف المستويات وثمن في هذا المجال دور وزارة الثقافة المغربية والعديد من الجهات الفاعلة في التراث المغربي كما ثمن دور الأكاديمية في إبراز تراث المغرب العربي وجعله محطة مهمة في دراسات الباحثين والمؤرخين والتواصل بينهم حول العالم لتبادل الخبرات .
وحول حضور الوفد مهرجان حب الملوك المقام في مدينة صفرو وتكريم إمارة الشارقة كضيف شرف .. قال المسلم إن حضور فعاليات الاختتام منح الوفد فرصة الاطلاع على تجربة أقدم مهرجان شعبي عربي متخصص في التراث الثقافي غير المادي حيث شهد الوفد الحفل الكبير لتتويج ملكة حب الملوك والاستعراض الرسمي لموكب الملكة المتوجة "الطالبة المغربية فوزية الحرشاوي" بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والفقرات المتنوعة الجاذبة مثل عروض الفروسية والموسيقى التي تقدمها فرق مغربية وعربية وعالمية والمعارض الفنية والأنشطة الرياضية والثقافية المتنوعة .
كما زار وفد معهد الشارقة للتراث حديقة نكتاروم في مراكش واطلع على مشروع بصمة الطبيعة من خلال إعادة استخدام النباتات البيئية والبهارات وأعشاب الأكل البيتي وإنتاج مواد صحية وطبيعية نابعة من الحرص الشديد على البيئة في البلاد.
والتقى سعادة عبد العزيز المسلم مع معالي محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة في المملكة المغربية حيث تباحثا في العديد من القضايا المتعلقة بشؤون التراث بشقيه المادي وغير المادي كما تناولا أهمية التنسيق وتوحيد السبل وتبادل المعارف والخبرات والتجارب من أجل بذل المزيد من الجهود المشتركة للحفاظ على التراث والتعريف به .
وفي المقابل اطلع الوزير المغربي على ما تقوم به دولة الإمارات عموما وإمارة الشارقة ومعهد الشارقة للتراث خاصة من جهود مميزة تتعلق بالتعريف بالتراث الإماراتي وكيفية صونه ونقله للأجيال الجديدة كما اطلع المسلم على دور ومكانة وجهود وزارة الثقافة المغربية في موضوعات التراث وصونه والتعريف به .
وعلى هامش اللقاء وقع المسلم وعبدالله العلوي مدير التراث الثقافي في وزارة الثقافة في المملكة المغربية مذكرة تفاهم تضمنت القضايا المشتركة بين الجهتين في موضوعات التراث وسبل صيانة التراث والحفاظ عليه والتعريف به وتطوير المناهج من أجل ذلك إضافة إلى عقد دورات تدريبية في مجالات التراث المتنوعة وتبادل الخبرات والزيارات والبحث في مجال التراث الثقافي غير المادي .
وزار وفد معهد الشارقة للتراث كذلك أسواق الحرف وأكاديمية محمد السادس للفنون التقليدية بمدينة الدار البيضاء وكان في استقبالهم معالي بو شعيب فقار محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء وخليل المؤلف مدير أكاديمية الفنون التقليدية واطلع الوفد على ممارسات معلمي الحرف وتجربة تدريس التراث ونقله للأجيال الجديدة عبر مناهج أكاديمية وتضمنت الزيارة أيضا جلسة عمل مع الطاقم الإداري للأكاديمية ركزت على البرنامج التعليمي للحرف اليدوية بالأكاديمية .
كما تجول الوفد في أقسام الأكاديمية - التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني- واستمع إلى شرح مفصل حول مساقات التعليم المتبعة والتي تسهم في صقل الطلبة الموهوبين وكيفية استفادة الجيل الجديد من خدمات وخبرات الجيل الأقدم واطلع على ورش العمل والمختبرات للأكاديمية التي تأسست عام 2012 .
وثمن الوفد تجربة الأكاديمية ومؤسسة مسجد الحسن الثاني التي تسهم في تكوين الأطر العليا والبحث في مجال الفنون التقليدية للأكاديمية وذلك باعتبارها أول مؤسسة تعليم عال ذي تكوين متميز يجمع المواد العلمية والفنية والاقتصاد والعلوم الإنسانية وورش تدريبية تتضمن العمل على إعادة تأهيل الصناعة التقليدية من أجل الحفاظ على الهوية المغربية وصيانة التراث الوطني والحفاظ على حرف الصناعة التقليدية خاصة تلك المهددة بالاندثار وتعمل على دخول مجالات الإبداع والتميز ودمج التكنولوجيات الجديدة واستيعاب أساليب الإدارة الحديثة وتكوين جيل جديد من الحرفيين يجمع بين الإبداع والأصالة .