غزة ـ أ.ش.أ
أعلن مدير عام الآثار والتراث بوزارة السياحة والآثار د. جمال أبو ريدة عن اكتشاف طاحونة أثرية داخل ميناء غزة القديم المعروف أثريًا بمدينة "مايوماس" البحرية ويعود تاريخها إلى ما قبل العام 395م أي إلى فترة العصر الروماني وذلك بالتعاون مع جهاز الشرطة البحرية
.
وصرح أبو ريدة أن الفحوصات الأولية للطاحونة بينت أنها مكونة من دولابين من صخر البازلت الأسود، قطر الدولاب الواحد حوالي 1 متر، وهما عبارة عن حجري الطحن اللذين كانا يستخدمان لطحن الحبوب كالقمح والشعير، وهي تدار بقوة البهائم، أو بقوة الإنسان حول محور من الخشب الصلب
.
وبين المدير العام أن الدراسات التي أجريت على الطاحونة رجحت وجودها في أحد المطاحن التي كانت ضمن مدينة "مايوماس" البحرية والتي كانت عبارة عن ميناء رافد لغزة، و اشتهرت خلال العصر الروماني، ولاحقًا في العصر البيزنطي، وكانت مدينة مأهولة وعامرة، مشيرًا إلى أن تلك المدينة القديمة كانت مركز اتصال غزة بالعالم الخارجي، وكانت المكان الرسمي والرئيس لتصدير البضائع من غزة إلى العالم الخارجي، ولكن مع تقدم الزمن طغى البحر على أجزاء واسعة من المدينة، واندثرت تحت أمواج مياه البحر، وهذه الطاحونة من المخلفات الأثرية الحضارية الخاصة بتلك المدينة المندثرة
.
وأضاف أبو ريدة أن هذه الطاحونة تعد ذات قيمة أثرية وحضارية كونها تدل على حرفة الطحن التي كانت أحد الحرف الموجودة خلال العصر الروماني في غزة ولها أهمية في معرفة النشاط الاقتصادي والصناعي في العصر الروماني، ولاحقًا في العصر البيزنطي مشيرًا إلى أن هذا النوع من الطواحين يظل مستخدمًا مئات السنوات مالم يتعرض للكسر، لأنها مصنوعة من الحجر البازلتي الصلب
.
وأكد أنه تم وضع الطاحونة المكتشفة في متحف قصر الباشا الحكومي لعرضها أمام الزوار كونها أحد النماذج الأصلية والأثرية للعصر الروماني في غزة، كما وجه شكره لجهاز الشرطة البحرية في غزة الذي كان له دور كبير في اكتشاف واستخراج الطاحونة الأثرية.