لندن ـ سانا
قالت وكالة الطاقة الدولية الجمعة إن نمو الطلب العالمي على النفط سيتسارع العام المقبل مع نمو الاقتصاد العالمي وتوقعت تلبية الطلب عن طريق زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة وكندا وهو ما سيزيد من تقليص حصة أوبك فى السوق.
لكن الوكالة ذكرت في تقريرها الشهرى أن المخاطر المحيطة بإنتاج النفط فى بعض المناطق لا تزال عالية.
وقال التقرير "مخاطر الإمدادات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وليس أقلها في العراق وليبيا لا تزال عالية بشكل غير عادى... ما زالت أسعار النفط مرتفعة عند مستويات تاريخية ولا يوجد مؤشر على تغير هذا الاتجاه بعد."
وسجل مزيج برنت أعلى مستوى في تسعة أشهر فوق 115 دولارا للبرميل في يونيو بعد أن اجتاح مسلحون سنة شمال غرب العراق وسيطروا على أجزاء كبيرة من البلاد وأغلقوا كبرى مصافيها النفطية.
وتراجعت سوق النفط خلال الشهر الماضى لكن القلق على الإمدادات ما زال قائما. وبلغ سعر برنت نحو 108.20 دولار للبرميل بحلول الساعة 0730 بتوقيت جرينتش اليوم الجمعة.
وقالت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الرئيسية المستهلكة للنفط بخصوص سياسات الطاقة في أول توقعات لها لعام 2015 إنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط 1.4 مليون برميل يوميا العام القادم ارتفاعا من 1.2 مليون برميل يوميا هذا العام.
وقال التقرير "تشير التوقعات مجددا إلى أن الاقتصادات الناشئة أو الصناعية الجديدة ستقود المكاسب."
وستشهد الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم نمو الطلب على الخام 4.2 بالمئة ارتفاعا من 3.3 بالمئة هذا العام بينما سيشهد الطلب في الولايات المتحدة أكبر مستهلك في العالم نموا نسبته 0.2 بالمئة فقط إلى 19.1 مليون برميل يوميا.
وتوقعت الوكالة نمو المعروض النفطي من خارج أوبك 1.2 مليون برميل يوميا في المتوسط العام المقبل وهو ما يتماشى مع النمو في 2013 و2014.
وأضافت "لا تزال الولايات المتحدة وكندا الدعامتين الأساسيتين للنمو لكن من المتوقع أن تتنوع المصادر بصورة أكبر مقارنة مع 2014." وذكرت الوكالة البرازيل وبريطانيا وفيتنام وماليزيا والنرويج وكولومبيا بين الدول التي ستشهد نموا في الإنتاج في 2015.
وستظل أمريكا الشمالية في المقدمة العام المقبل لتسهم بنحو ثلثي صافي الزيادة في الإمدادات من خارج أوبك مقابل 85 بالمئة في 2014.
وذكرت وكالة الطاقة أن الخام الأمريكي الخفيف والبيتومين الكندي يمثل أكثر من نصف نمو المعروض من خارج أوبك في 2014.
وأضافت الوكالة في تقريرها "شهدت بعض دول أوبك اضطرابات شديدة وبالتالي كان لأمريكا الشمالية دور كبير في تجنب وضع ضغوط شديدة على الإمدادات العالمية."
وذكرت وكالة الطاقة أن طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة قلصت حصة منظمة البلدان المصدرة للبترول في السنوات الأخيرة ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في العام المقبل.
وتوقعت وكالةالطاقة تراجع الطلب على خام أوبك في 2015 إلى 29.8 مليون برميل يوميا من 29.9 مليون هذا العام بانخفاض طفيف عن إنتاج المنظمة في يونيو حزيران والذي تجاوز 30 مليون برميل يوميا بقليل.
ويظل القتال في العراق واحدا من بين الأخطار الرئيسية التي تهدد أهداف إنتاج أوبك إذ انخفض الإنتاج العراقي 260 ألف برميل يوميا في يونيو حزيران وحده إلى 3.17 مليون برميل يوميا بعد أن أدى هجوم مسلحين سنة إلى إغلاق مصفاة بيجي أكبر مصافي النفط في البلاد وتوقف إنتاج حقل كركوك العملاق.
وذكرت الوكالة "عصفت حملة شنها مسلحون متشددون منذ نحو شهر بالعراق وعرضت العمليات النفطية في شمال البلاد للخطر لكن حقول النفط الرئيسية في الجنوب لا تزال بعيدة عن القتال."
وأضافت أن صادرات الحقول العملاقة في جنوب العراق انخفضت في يونيو حزيران وهو ما يرجع في المقام الأول إلى مشكلات لوجيستية وأعمال صيانة في مرفأ البصرة.
وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري "استمرار العنف الطائفي لفترة طويلة قد يهز ثقة المستثمرين ويضعف النمو على الأمد الطويل في البلد الذي كان من المتوقع أن يكون أكبر مصدر لطاقة الإنتاج الجديدة في أوبك خلال العقد المقبل".
وشهدت إيران أيضا تراجعا كبيرا في الصادرات في يونيو حزيران إلى 1.08 مليون برميل يوميا بعد أن بلغ متوسط الإنتاج 1.42 مليون برميل يوميا في الفترة من يناير كانون الثاني إلى مايو أيار وهو ما يرجع لأسباب منها انخفاض المشتريات الصينية.