بنغازي ـ أ.ف.ب
يؤكد مسؤولون ليبيون ان قطاع النفط في بلدهم "بدأ يتعافى تدريجيا" مع زيادة انتاجه منذ بدء الازمة التي شلت لمدة عام موانىء تصدير الخام، مؤكدين ان هذا القطاع الحيوي لبلد على شفير الفوضى يمكن ان يعود الى المستوى الذي كان عليه من قبل في نهاية العام الحالي "اذا استقرت الاوضاع".
وقال وزير النفط الليبي بالوكالة عمر الشكماك لوكالة فرانس برس إن "إنتاج بلاده من النفط بدأ يتعافى تدريجيا، ومن المتوقع أن يعود إلى سابق عهده الذي كان عليه مع نهاية العام الحالي اذا استقرت الأوضاع وأصبحت على الوجه الأمثل في مختلف الحقول".
ومن جهته، صرح المتحدث الرسمي باسم المؤسسة الوطنية الليبية للنفط والغاز محمد الحراري ان "كمية انتاج النفط الخام ارتفعت الاثنين إلى 550 ألف برميل يوميا بعدما كانت على مدى الفترة الماضية تقدر بنحو 400 ألف برميل".
وتوقع الحراري في تصريح لفرانس برس أن "يرتفع حجم الإنتاج في ايلول/سبتمبر المقبل إلى مليون برميل يوميا من النفط الخام" بسبب "زيادة انتاج حقلي الشرارة والفيل الواقعة في جنوب غرب البلاد إضافة إلى توقع تعافي حقول أخرى في شرق البلاد وغربها وجنوبها".
ومنذ السادس من تموز/يوليو الماضي أعلنت السلطات الليبية رفع حالة القوة القاهرة عن مرفأي السدرة وراس لانوف النفطيين في شرق البلاد ما يفسح المجال أمام استئناف الصادرات المعلقة منذ أكثر من عام بعد أن سيطر عليهما مسلحون من "مجلس إقليم برقة" المطالب بحكم فدرالي.
وبهذا الإعلان اعتبرت جميع مرافئ النفط في البلاد تحت سيطرة السلطات وخارج حالة القوة القاهرة خصوصا وأن المؤسسة أعلنت في 10 نيسان/أبريل الماضي رفع هذه الحالة عن مرفأي الحريقة والزويتينة النفطيين في الشرق الليبي.
وكانت حالة القوة القاهرة تسمح للمؤسسة وهي الجهة المسؤولة عن إنتاج وتصدير النفط، بعدم تحمل أي مسؤولية في حال عدم الإيفاء بعقود تزويد الزبائن بالنفط.
وقال الحراري إن "بلاده قامت بتصدير اولى الشحنات عبر مرفأ راس لا نوف (700 كلم شرق طرابلس) الأسبوع الماضي" بينما "سيتم تصدير أول شحنة من النفط الخام من ميناء السدرة (600 كلم شرق) على الأرجح قبل نهاية هذا الأسبوع".
واضاف "تم تصدير أول شحنة مقدرة بحوالي 690 ألف برميل من ميناء راس ﻻنوف لخام (سرتيكا) عبر شركة الهروج للعمليات النفطية الثلاثاء الماضي بعد توقف دام لأكثر من عام" مشيرا إلى أن "وجهة الناقلة كانت لإيطاليا لصالح شركة أو أم في النمساوية".
وتبلغ القدرة الإنتاجية لمرفأ رأس لانوف 200 ألف برميل يوميا فيما تبلغ قدرة مرفأ السدرة 350 ألف برميل يوميا.
وكان الوزير صرح ان "الليبيين خسروا العديد من الزبائن في الأسواق العالمية بعدما توقف التصدير أكثر من عام"، لافتا إلى أن "بعض الزبائن من السوق الدولية لجؤوا إلى أسواق أخرى بعد تفاقم الأزمة لتغطية متطلباتهم".
غير أن الشكماك أشار إلى ان ليبيا تمكنت من "استعادة جزء من الزبائن"، مشيرا إلى أنهم "يسعون إلى استعادة البقية أو الحصول على زبائن جدد حتى يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع الأزمة".
وقال "إن الزبائن والعقود الخاصة بالنفط الخام تسقط بقوة تحت ضغط وفرة العرض العالمي لكننا سنتدارك ذلك".
وفعليا، تراجع الإثنين سعر النفط في الأسواق العالمية إلى أقل من 102 دولار للبرميل ليصل لأدنى مستوياته في أكثر من عام بعد ارتفاع إنتاج الخام الليبي ليزيد هو الآخر وفرة العرض العالمي.
من جهته قال سمير كمال مدير إدارة النفط والغاز في وزارة النفط لفرانس برس إن "ناقلة نفط سعتها 600 ألف برميل ستدخل ميناء السدرة النفطي خلال هذين اليومين لتزويدها بشحنة من النفط".
واضاف أن "مرفأ السدرة تحوي صهاريجه حاليا ستة ملايين ونصف المليون برميل نفط تم تخزينها خلال الأزمة بعدما امتلأت الخزانات وتعذرت عملية التصدير".
ووفقا للمسؤول فإن صهاريج مرفأ راس لا نوف مليئة هي الأخرى بنحو أربعة ملايين برميل من النفط. وقال إن "كافة مرافئ البلاد تعمل حاليا في ما عدا مرفأ زويتينة الذي تعطل بسبب مشاكل عمالية يعمل القطاع على حلها".
وقد أغلق حرس المنشآت النفطية الموانئ النفطية في شرق ليبيا منذ تموز/يوليو 2013 ولحوالى عام، ما أدى إلى تعليق تصدير النفط وانخفاض الإنتاج الليبي إلى 250 ألف برميل يوميا وأحيانا أقل، مقابل 1,5 مليون برميل قبل 2011.
وتسبب تراجع الصادرات في عجز بقيمة 40 مليار دولار في ميزانية الدولة لهذا العام.
وليبيا تعد من أهم الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ولديها احتياطي ضخم من الخام، غير أنها لا تزال تعاني من فلتان امني واسع بعد سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 إثر ثورة مسلحة.