برلين ـ د.ب.أ
يحتاج مرضى الخرف إلى مساعدة مستمرة من أقاربهم والممرضين في شئون حياتهم اليومية، لكن يبدو أن التكونولوجيا الحديثة ستساهم أيضاً في تسهيل الحياة اليومية للمصابين بهذا المرض الذي ينتج عنه اضطرابات في القدرات الإدراكية أبرزها ضعف الذاكرة.
وفي هذا الصدد، طورت جامعة "شيمنيتس" التقنية الألمانية نظاماً تكنولوجياً يقوم على أساس المجسات ثلاثية الأبعاد. ويمكن لهذا النظام مساعدة مرضى الخرف داخل منزلهم وتذكيرهم ببعض الأشياء.
وبحسب بيانات الجامعة التي تعتزم عرض نظامها الجديد في معرض "سيبيت" لتقنيات المعلومات والاتصالات يوم الاثنين المقبل، لا يعتمد هذا النظام في تشغيله على صور أو كاميرات، وهو الأمر الذي كان يمثل معضلة أمام الأجهزة التكنولوجية المخصصة لمرضى الخرف من قبل، حيث تتطلب المراقبة الخارجية لحركة المريض داخل المنزل نقل صور من الداخل إلى وسيط مركزي وهو ما يعني إطلاع آخرين على الحياة الخاصة للمريض.
ويجرى حالياً اختبار شبكة المجسات الذكية التي طورتها جامعة "شمينيتس" داخل منزل معملي للجامعة. وتوضح الباحثة يوليا ريشتر أن البيانات المجمعة عبر هذه الشبكة لن تخرج عن إطار المنزل.
فعلى سبيل المثال، إذا جلس مريض الخرف لساعات طويلة أمام التلفاز أو لم يستخدم في الصباح المرحاض فإنه سيتلقى إشارة سمعية من شبكة المجسات الذكية.
ومن الممكن لتلك المجسات أن تساعد أيضاً في إعلام الممرضين أو أقارب المريض بالأنشطة التي قام بها على مدار اليوم. وقالت ريشتر : "إذا رغب المريض أيضاً في بث صور عبر هذه التقنية فإن هذا متاح كذلك".
وأوضحت ريشتر أن التقنية الجديدة تقوم على جمع بيانات عن كافة أنشطة المريض في حياته اليومية وتحليلها، وقالت: "المجس يطلعنا على ما إذا كان المريض تناول كمية كافية من الماء أو ما إذا كان يتحرك أو ما إذا كان أدى متطلبات نظافته الشخصية".
وتشير الجامعة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الخرف على مستوى العالم وذلك استنادا إلى بيانات منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية لمرضى الزهايمر، التي تقدر عدد مرضى الخرف في جميع أنحاء العالم حالياً بنحو 44 مليون مريض.
كما ينبئ التطور الديموغرافي في ألمانيا بتزايد عدد مرضى الخرف الذي يزداد احتمالية الإصابة به مع تقدم العمر. وتتوقع الجمعية الألمانية لمرضى الزهايمر أن يرتفع عدد أعضائها من المرضى إلى نحو ثلاثة ملايين مريض بحلول عام 2050.