بومونا - المغرب اليوم
تواجهت روبوتات أصلها من ستة بلدان، من بينها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، في إطار مسابقة يقضي الهدف منها بمواجهة كوراث من قبيل الحادثة النووية التي وقعت في فوكوشيما.
ومن المزمع أن يعلن السبت عن الفائز بمسابقة "داربا" لعلم الروبوتات الممتدة على يومين في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وسيحصل الفائز الأكبر على جائزة بقيمة مليوني دولار، في حين سيقدم لأصحاب المشروع الذي يأتي في المرتبة الثانية مليون دولار وسينال هؤلاء الذين اختيروا في المرتبة الثالثة 500 ألف دولار.
وتتولى وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة في مجال الدفاع (داربا) الإشراف على برامج أبحاث متقدمة لصالح وزارة الدفاع الأميركية.
وقال براد توسلي أحد المسؤولين في "داربا" لوكالة فرانس برس إن "الجيش الأميركي مكلف ضمنا بإيجاد وسائل تسمح له بمواجهة الكوارث الطبيعية. ونحن بحاجة إلى أدوات تسمح لنا بتقديم مساعدة فعالة".
وهو أوضح "نتمنى في أحيان كثيرة لو كان في وسعنا إرسال روبوتات إلى أماكن تعد خطيرة بالنسبة إلى الإنسان"، مقدما مثل المفاعلات النووية والمواقع التي تشهد هزات أرضية أو أوبئة، مثل فيروس إيبولا.
يشارك في هذه المسابقة 24 روبوتا بشريا الشكل برفقة فرق المصممين وهي 12 من الولايات المتحدة و5 من اليابان و3 من كوريا الجنوبية و اثنان من ألمانيا وواحد من إيطاليا وآخر من هونغ كونغ.
وتقدم لكل روبوت فرصتان لمواجهة مجموعة من العراقيل في ثماني مهمات، بما في ذلك القيادة وفتح باب وفتح صمام وضرب حائط والتنقل وسط الانقاض، فضلا عن صعود السلالم ونزولها.
وقد اختار القيمون على هذه المسابقة هذه المهام وهم يضعون نصب أعينهم كارثة فوكوشيما.
فبعد الزلزال والتسونامي اللذين ضربا اليابان في 11 آذار/مارس 2011، دخلت مجموعة من العاملين في محطة فوكوشيما إلى المباني الغارقة في الظلمة حيث تقع المفاعلات واضطروا إلى إزالة الهيدروجين المتراكم يدويا.
لكنهم خرجوا من الموقع بسبب الإشعاعات وتكدس الهيدروجين مجددا، متسببا بانفجارات ألحقت أضرارا بالمنشأة ولوثت البيئة وفاقمت من الأزمة.
ولفت توسلي "لو توافرت لليابانيين أنظمة روبوتية متقدمة ... لأمكن تفادي جزء من الأضرار الناجمة عن انفجارات الهيدروجين".
وصرح موريس فالون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (ام آي تي) "نأمل أن تستخدم التكنولوجيات المعروضة هنا في الحياة اليومية، من مساعدة كبار السن في المنازل إلى الأعمال الزراعية، مرورا بورش البناء. فمن الممكن تطبيقها في عدة مجالات".
لكن التفرج على مسابقة للروبوتات ليس دوما بالأمر الشيق، فقد يستغرق فتح باب خمس دقائق مع هذه الآلات وغالبية الروبوتات عاجزة عن الترجل من السيارة.
ولم يكن "جاكسون" الذي صممه فريق "نيدو-جي اس كاي" من جامعة طوكيو الروبوت الوحيد الذي يسقط خلال سباق الحواجز، لكنه اضطر الى الخروج من المسابقة ونقل على حمالة.
وأقر براد توسلي "لا يزال ينبغي التقدم كثيرا، فهناك فرق كبير بين الوقائع والنظريات. وليس من المنطقي القول إنه في وسع هذه الروبوتات القيام بأمور أكبر من طاقتها الفعلية".